هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر، تعتبر صلاة التهجد هي من ضمنِ العبادات الدينية التي يؤديها المسلم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي قد تحدث النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم عن هذه العبادة في العديدِ من الأحاديث النبوية الشريفة، وهي تلك الصلاة التطوعية التي يؤديها المسلم في جوفِ الليل، والتي يُفضل أن تكون في الثلث الأخير من الليل، ومما لا شك فيه أن هُنالك العديد من الأحكامِ والضوابط الشرعية التي يجب أن يلتزم بها المسلم والتي تكون خاصة في صلاة التهجد، وبناء على ذلكِ تُطرح الكثير من الاستفسارات الدينية ومن أهمها هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر، وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن حكم صلاة التهجد.
قيام الليل بعد صلاة العشاء
إن صلاة قيام الليل تبدأ كما جاء في الشريعة الإسلامية بعد صلاة العشاء، والتي تستمر إلى ما قبل صلاة الفجر، وهذا ما أكد عليه النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم في العديدِ من الأحاديث النبوية الشريفة، والدليل ما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ ويقومُ آخِرَهُ، فيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وثَبَ، فإنْ كانَ به حَاجَةٌ، اغْتَسَلَ وإلَّا تَوَضَّأَ وخَرَجَ)، ومما لا شك فيه أنه يجوز للمسلم أن يبدأ قيام الليل من بعد الانتهاء من أداءِ صلاة العشاء مباشرة والتي من تبقى واصلة حتى طلوع الفدر الصادق.
حُكم صلاة قيام الليل بعد الوَتر
مما لا شك فيه وكما جاء في الأحاديثِ النبوية الشريفة أنه الأصل أن تكون صلاة الوتر آخر الصلاة من الليل، وذلك كما أكد عليه النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم في العديد ِ من الأحاديثِ النبوية الشريفة، ومنها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)، وتجدر الإشارة هُنا إلى أنه لا يكون حرج على المسلم أن يقوم بأداءِ صلاة الوتر ومن ثم يقوم بأداء بعض الركعات من صلاة قيام الليل دون أن يقوم بأداء الوتر مرة أخرى، وهُناك اختلاف في آراء المذاهب الفقهية بهذا الأمر والتي تأتي كما يلي:
- الحنفيّة: عدم إعادة الوَتْر إن أدّاه المسلم أوّل الليل ثمّ أدّى صلاة التهجُّد، وقد استدلوا على ذلك من قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا وِتْرانِ في ليلةٍ).
- المالكيّة: قد ذهبوا بالقولِ أنه كراهة القيام بصلاة النافلة بعد صلاة الوتر دون القيام بفصلِ بينهما، حيثُ أن صلاة النافلة تؤدى ركعتين ركعتين.
- الشافعيّة: أكدوا أنه يجوز أداء ركعات من قيام الليل بعد صلاة الوتر، ولا يوجد كراهة في ذلك، وقد ورد أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى ركعتَين بعد أن صلّى الوَتْر.
- الحنابلة: أكدوا أنه يجوز التنقل في الصلاة بعد أداء الوَتْر، دون تكراره مرّةً أخرى؛ ولا حرج في أداء الوَتْر أوّل الليل، كما أنّه لا حرج في أداء صلاة التهجُّد ليلاً بعد أداء الوَتْر.
هل يجوز الصلاة بعد الوتر دون نوم
قد ورد في العديد من الأحاديثِ النبوية الشريفة أن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم قد أكد على المسلمين أن يجعلوا الوتر هي آخر صلاة الليل، والدليل على ذلك ما ورد حديث للرسول «اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا». رواه الشيخان، ولكن لا حرج على المسلمين أن يقوموا بتأدية بعض من ركعات صلاة قيام الليل بعد أداء صلاة الوتر، والتي قد اختلف على حُكما العُلماء في الشريعة الإسلامية.