قصة المقداد والمياسة كاملة، هناك العديد من قصص وحكايات العرب التي تداولات وتوارثه من جيل لأخر، فالعرب قصصهم كثير منها القصص الجميلة المفرحة، ومنها القصص المحزنة، وكانت من اجمل قصص العرب وأكثرها تداول هي قصص الحب، ومن ضمن هذه القصص قصة المقداد والمياسة التي تداولها الناس على مدى مئات السنين، فالمقداد والمياسة أبناء عم لكن شتى بين هذا وذاك، فقد كانت المياسة ابنة ملك من ملوك واسياد بني كنده، بينما كان المقداد يتيماً فقيراً، يعمل خادماً ليعيش هو وامه فقد دارت بينهم قصة جميلة وغريبة الاطوار، والان ضمن هذا الاطار سوف نتطرق لعرض قصة المقداد والمياسة كاملة.
محتويات
قصة المقداد والمياسة
المياسة ابنة جابر بن الضحاك، هي من أجمل نساء بني كنده، فقد كانت آية في الجمال والبهاء، فهي فتاة قد تجمعت بها كافة صفات الجمال التي تمتاز بها اي فتاة جميلة، منها العيون الواسعة الكحيلة والعنق طويل، والقامة الجميلة الطويلة، وعلاوة على كافة صفات الجمال التي صبها الله في المياسة كانت ذكية، فطنة، حكيمة، فارسه، محبة للخيل فقد انتشر جمالها واشتهر اسمها بين قبائل العرب، وجاء لخطبتها سادة العرب واشرفهم وملوكهم، لكن المياسة رفضتهم جميعاً لأنها كانت قد أقسمت ” بذمة العرب وشهر رجب والرب اذا طلب غلب ما يتزوجها ويملك عنانها الا من يهزمها في المبارزة وميدان الحرب وموقف الطعن والضرب” وبالفعل قد تقدم لها العديد من الرجال من كل حدب وصوب ونازلوها في الميدان على أمل عن يفوزوا عليها لكنها صرعتهم وهزمتهم جميعا.
المياسة وسادة قريش
وفي ذات يوم وصل صيت المياسة الى سادة قريش، فأعدو عدتهم وركبوا على ضهور خيولهم متوجهين الى جابر بن الضحاك والد المياسة ليطلبوها منه على امل أن يمون عليها والدها ويساندهم وتقبل ان تتزوج احدهم، فقد وصلوا والدها واستقبلهم أجمل استقبال وقال لهم “مرحبا بسادة العرب وسكان زمزم والصفا”، وذبح لهم الذبائح وأعد لهم الطعام ومكثوا عنده ثلاثة ايام وبعدها سألهم عن طلبهم “فقالوا جئناك راغبين ولابنتك المياسة خاطبين” كان أول من طلب مياسة من والدها هو ابو الحكم عمرو بن هشام فطلبها لابنه حنظلة، ومنهم من طلبها لنفسه، فبعد أن سمع جابر بن الضحاك طلب سادة قريش رد عليهم قائلاً ما بقى احد من العرب الا وقد جاء لنا وطلب ما طلبتم، وبعدها توجه لابنته المياسة قائلاً لها عن طلب سادة قريش، فكان ردها كالعادة ان لن يملكها ولن يتزوجها الا من يغلبها في المبارزة وميدان الحرب، وطلبت منهم مبارزتها في اليوم التالي في الميدان، وقد وافق سادة قريش على طلب المياسة وقاموا يجهزون انفسهم لمواجهتها في اليوم التالي وفي الصباح أمر ساد قريش من عبيدهم أن يسرحوا خيولهم، وجهزوا حقائبهم واسلحتهم ودروعهم وسيوفهم، وركبوا خيولهم وانطلقوا الى الميدان واطلقوا العنان، وخرجت لهم ‘المياسة’ وقد أسرجت على جواد من أجود الخيل وكانت تضع طاسة من الحديد على رأسها، وبدأت مبارزتهم وبدأ المنافسة قوية بينهم واستمروا بين كر وفر حتى تمكنت منهم جميعاً وهزمتهم.
المقداد والمياسة
بعد ان تمكنت المياسة من هزيمة سادة قريش ومبارزتهم ، خرج المقداد ابن شقيق جابر بن الضحاك ابن عم المياسة الذي كان يتم الاب وكان فقيراً يعمل في خدمة عمه، ويرعي الخيل والجمال ويتعلم على ظهورها الفروسية، الى امه وطلب منها ان تستعير له سيف وخيل خاله للنزول لمبارزة المياسة وبالفعل قد خرجت امه بعد ان عايرته بفقره وضعفه لتستعير سيف وخيل خاله واحضرتهم له ونزل المقداد الى ساحة الميدان لمبارزة المياسة واشتدت بينهم المبارزة واستمرت بين فر وكر الى ان تمكنه المقداد من انزل المياسة عن خيلها وهزيمتها، وبعدها طلبت من والدها ان يزوجها من المقداد ابن شقيق جابر بن الضحاك، لكن والدها رفض ذلك وهي اصرت على الزواج منه، وفي النهاية تزوج المقداد ابن شقيق جابر بن الضحاك من المياسة ابنة جابر بن الضحاك.