هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، بعث الله عز وجل الأنبياء ومعهم الكتب السماوية المختلفة التي في مجملها كان الهدف منها هو دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى والخروج من ظلمات الكفر وموروثات الجاهلية إلى نور الحق والهداية والإقرار بأن الله وحده سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة دون شريك معه وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الله معجزته الخالدة القرآن الكريم، كما وقد كان أعظم كتاب من بين الكتب السماوية هو القرآن الكريم الذي بقي خالداً غلى يومنا هذا وصالحاً لكل زمان ومكان، ومن هذا فقد أورد القرآن الكريم والسنة النبيوة العديد من الأحكام التي تخص علاقة المسلمين بالأديان الأخرى، ومن هنا سوف نشرح هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
محتويات
حكم الرد على تهنئة النصارى
استناداً لما أقرته الشريعة الإسلامية وما جاء في كتب الأئمة الفقهاء الأربعة سوف نقوم ببيان حكم تهنئة النصارى بأعيادهم الخاصة بهم من قبل المسلمين الذين يعيشون في مجتمع واحد، انقسم الأئمة في هذا بيان هذا الحكم إلى قسمين منهم من حبب تهنئة النصارى بأعيادهم ومنهم من نهى عنها وفي ذلك تفصيل كما سيتقدم، في إطار الحديث نفسه جاء في مقال دار الإفتاء في الأزهر الشريف في مصر أن تهنئة المسيحين في أعيادهم من الأمور المحببة والمرحب بها في الشريعة الإسلامية كما وعدته من باب الإحسان ومثال من أمثلة البر إليهم ولين الخطاب وحسن المعاملة، فالدين الإسلامي دين المعاملة الحسنة والذي يدعو بدوره إلى إحياء قيم التعايش والاحترام مع الديانات السماوية الأخرى والتمسك بمثل هذه القيم لا يتنافى إطلاقاً مع قيم الدين الإسلامي الحنيف التي دعل لها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي يُعتبر بدوره نموذجاً يُحتذى به في المعاملة مع الأقوام والديانات الأخرى التي كانت تعيش معه آنذاك، واستدل شيوخ الأزهر الشريف على ما أسلفناه من حكم استحباب تهنئة النصارى في أعيادهم على قوله تعالى ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”.
هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم إسلام ويب
اتخذت بعض الفتاوى الأخرى منحىً آخر منافي لما تم ذكره في الفتوى التي ذكرناها سابقاً فقد ذهب بعض الشيوخ إلى أن حكم تهنئة المسيحين ” النصارى” بأعيادهم أنه غير جائز شرعاً فلا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم ولا حتر زيارتهم في كنائسهم المخصصة للعبادة في مواسم أعيادهم، وقالوا أن من فعل ذلك فقد عقاب التعزير في السنة، وفي سياق الحديث هنا نذكر رأي الأئمة الأربعة أو فقهاء المذاهب الأربعة (الحنفي، المالكي، الحنبلي، الشافعي) ورأيهم حول موضوع حكم تهنئة المسيحين بأعيادهم، فقد ذهبوا إلى أن تهنئة المسيحين في أعيادهم يعتبر حرام شرعاً باتفاق الأئمة الأربعة، فكون المسلم هنئهم بأي عبارة من عبارات التهنئة فقالوا إن لم يكن كافراً فقد ناله إثم اقتراف الكبائر لإنه يهنئه بسجوده للصليب وهذا الأمر محرم في الشريعة الإسلامية.
هذه أهم وأبز آراء كبار الفقهاء في الأزهر الشريف وفقهاء الأئمة الأربعة حول قضية حكم تهنئة النصارى في أعيادهم وهذه كانت أكثر الآراء دقة وأكثرها تداولاً في هذه القضية السابقة.