عدد ركعات قيام الليل ووقتها، صلاة الليل هي من العباداتِ الدينية التي قد حثنا عليها الله عز وجل، وذلك لما لها من أجرِ عظيم سواء في الدُنيا أو في الآخرة، حيثُ أن الله عز وجل قد مدح قائم الليل في القرآن الكريم، وهي تُعتبر من أبرزِ وأهمِ صفات المتقين، حيثُ قال الله عز وجل: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِين*كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون)، ويسعى المسلمين في أيامِ شهر رمضان المُبارك، تحديداً في العشرِ الأواخر من هذا الشهر من قيامِ صلاة الليل بشكل مُستمر، وهُنالك الكثير من الاستفساراتِ الدينية التي تُطرح ومنها ما هي عدد ركعات قيام الليل ووقتها، وفي المقال نتعرف أكثر عن صلاة قيام الليل والكيفية التي تؤدى بها في الشريعة الإسلامية.
محتويات
كيفيّة صلاة قيام الليل بالتفصيل
ثبت عن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤدي صلاة الليل ركعتَين ركعتَين، والدليل على ذلك في السنّة النبويّة عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ)، حيثُ أنه يقوم المسلم بأداءِ صلاة قيام الليل ركعتين ركعتين، ومن ثمِ يختم بأداء الوتر، حيثُ أن النبي عليه الصلاة والسلام كان دائماً ما يُختم صلاة قيام الليل بالوتر، وقد حث المسلمين على فعلِ ذلك، والجدير بالذكر أنه يُطلب من المسلمِ أن يقوم بالتسليم بين الركعتين في صلاة القيام، فهي لا تؤدى مثل صلاتي الظُّهر، أو العصر؛ وهذا ما جاء في السنةِ النبويةِ الشريفة.
عدد ركعات قيام الليل
مما لا شك فيه أنه لم يرد أي من النصوص الشرعية التي تؤكد على عدد ركعات قيام الليل بشكلٍ مخصوصٍ، ولكنه قد ورد عن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلك أنه كان يُصلي قيام الليل إحدى عشرة ركعةً، أو ثلاث عشرة ركعةً، والدليل على ذلك عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ)، ويوجز للمسلمِ أن يؤدي صلاة قيام الليل إما أكثر من هذا العديد أو أقل، والله لا يكلف نفس إلا وسعها.
أقل عدد ركعات قيام الليل
إن أهل الفقه الإسلامي قد اتفقوا أن أقل عدد ركعات قيام الليل تكون ركعتين يقوم المسلم بتأديتها، وهُنالك الأدلة الشرعية التي تؤكد على ذلك، ومن أهمها ما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)، ومما لا شك فيه أن المسلم كلما زاد في صلاة قيام الليل كلما زاد له الأجر والثواب الأعظم عند الله عز وجل، وقد ورد الكثير من الأدلةِ الشرعية التي تؤكد على فضل صلاة قيام الليل.
هل يجوز قيام الليل بركعتين
جاء في الحديث النبوي الشريف قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين)، ومن هذا الحديث نجد أنه يجوز للمسلم أن يُقيم صلاة قيام الليل بركعتين فقط، حيثُ أنه لا يوجد عدد معين من الركعات، فهي تبدأ بركعتين إلى أن يستطيع الإنسان، ولكن يُستحسن للمسلم أن تكون الركعة الأخيرة وتر بعد الانتهاء من صلاة الليل، والدليل على ذلك (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة).
تعرفنا على عدد ركعات قيام الليل ووقتها فهي تلك العبادة الدينية ذات الفضل العظيم والأجر الحسن عند الله عز وجل، والتي قد حثنا عليها في العديدِ من الآياتِ القرآنية، وقد جاء نبي الله مُحمد صلى الله عليه وسلم مؤكد على أهمية صلاة قيام الليل، وفي هذا المقال تعرفنا أكثر عن عدد ركعات قيام الليل ووقتها، وكيفية أداء صلاة قيام الليل بالتفصيل.