هل الدعاء يغير القدر، سؤال يشغل بال العديد من الأشخاص، وخصوصاً أن هذا تم ذكره في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وورد أيضا في السنة النبوية بأن الدعاء من العبادات، وهذا التساؤل متعلق بالقدر أي أنه يحتوي على الزواج والأرزاق والوفاة وغيرها الكثير من الأمور الدنيوية المصيرية، وتبين النصوص بأن القدر لا يغير الشقاء والسعادة لأن هذا الأمر محكم من الله عز وجل ولا يوجد في هذه الأمور تغيير، وهي كالآجل والموت والرزق جميعها محمكة من عند الله ولكن يوجد قدر يتعلق بأمور آخري يقوم بها الإنسان والتي تم ذكرها في بعض النصوص، ولأن الأنبياء كانوا يحرصوا على الاكثار من الدعاء فيحرص المسلمون على اتباعهم واتخاذهم قدوة لهم ويكون ذلك لكسب رضا الله عز وجل، سوف نتعرف من خلال التالي هل الدعاء يغير القدر؟
محتويات
هل الدعاء يغير الاقدار
يكون الدعاء من خلال تضرع العبد لله تعالى ويطلب منه رفع البلاء أو الضرر، وجلب كل أمر فيه خير ومنفعة للمسلم، لأن الدعاء يعمل على قضاء الحوائج، ويبعد الهم والغم عن الانسان. لقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم «وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ”، يدل هذا الحديث بأن القدر لا يرده إلا اللجوء للدعاء، ولا يقصد هنا القدر المعروف فان القدر الذي يغيره الدعاء مثل بر الوالدين وصلة الأرحام أو فعل امر معين، أو أفعال تصدر من العبد، ويوجد هناك العديد من الأقدار التي يقوم بفعلها الشخص والتي يعلم بها الله لأن الله لا يخفى عليه أمراً، حيث جعل البر من الأمور التي تطيل العمر، بينما المعاصي جعلها من الأمور التي تُقصر العمر والتي تنزع البركة ولا تخفى على الله أي أمر.
هل الدعاء يغير القدر في الموت
هل الدعاء يغير القدر في الموت، يعتبر الموت والزواج والانجاب ونوع الجنين من الأقدار التي لا يغيرها الدعاء، لأنه يعد من القدر المحقق هذا النوع من الأقدار الحتمية التي قدرها الله وأنها سوف تكون، وهو قضاء محتوم وثابت وكُتب في اللوح المحفوظ، وهذا القدر يكون معروف وله وقت محدد ولا يتغير، كما ورد في كتابه العزيز “مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيّ”، ولا يتغير هذا القدر لا بالدعاء ولا بالصدقات ولا بصلة الأرحام، لا يوجد أحد يقدر على رد هذا القدر.
هل الدعاء يغير القدر في النجاح
ان النجاح من الأقدار التي يمكن أن تتغير بالدعاء لأنه من القدر المعلق حيث يعتبر هذا النوع من القدر الذي يتغير مع الدعاء، ويتعلق هذا القدر بالصحف التي نقلتها الملائكة من اللوح المحفوظ، ويكون هذا القدر مُعلق على أفعال الانسان، وعندما يدعي الله يتغير، وفي حال لم يدعو الله فإنه يتحقق، حيث أن الملائكة لا تكون على علم بأن هذا الشخص سوف يدعو الله أو لا، كابتلاء الانسان بمرض معين فإن كثرة دعاء المسلم برفع البلاء أو الضرر، فإن الله يرفع عنه المرض، كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “الدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة” أي أنه لا يزال القضاء والدعاء يتصارعان والغالب منهما يصيب، ويمكن أن توجد أقدار قد ترفع من كثرة الدعاء، وأقدار لا تنزل بسبب الاكثار من الدعاء، وللدعاء تأثير أكبر من القضاء.
هل الدعاء يغير القدر، يوجد هناك العديد من الآداب والأسباب ليتم قبوله واستجابته من الله عز وجل كالتوجه بالدعاء لله وحده وهذا يعرف بالإخلاص، والتوبة والاستغفار عن كافة الذنوب والمعاصي، والتذلل والتضرع والخضوع لله خلال الدعاء، وشكر الله على نعمه التي لا حصر لها، واليقين بأن الله سوف يستجيب لهذا الدعاء ولكن دون الاستعجال. دمتم بود.