كيفية صلاة العيد بالتفصيل، إن صلاة العيد هي من ضمنِ العبادات التي يؤديها أبناء الأمة الإسلامية مرتين في كلِ عام، حيثُ أن الصلاة الأولى تأتي في يوم الأول من شهرِ شوال من العام الهجري، بينما الصلاة الثانية فهي تلك الصلاة التي تكون في اليوم العاشر من شهرِ ذو الحجة في العام الهجري، ومما لا شك فيه أن صلاة العيد هي لها العديد من السنن التي يجب أن يلتزم بها المسلمين، والتي قد بينها النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، وبالتزامنِ مع اقتراباً من حلول عيد الفطر المبارك يبدأ الكثير من المسلمين بالبحثِ عن كيفية صلاة العيد بالتفصيل، وذلك للتعرفِ على الكيفيةِ التي تؤدى بها هذه الصلاة التي قد شرعها الله عز وجل على المسلمين، وفي هذا المقال سوف نوجز لكم كيفية صلاة العيد.
محتويات
كيف تصلي صلاة العيد
مما لا شك فيه أن المذاهب الفقهية الأربعة قد اتفقت على كيفية صلاة العيد عموماً، ولكن كان هُناك اختلاف في بعض تفاصيل هذه الصلاة، وفيما يأتي نوجز لكم تفاصيل صلاة العيد، والتي تأتي موضحة في النقاط التالية:
- الشافعيّة والحنابلة: إن أصحاب المذهب الشافعي قد ذهبوا بالقولِ أن صلاة العيد تُؤدّى ركعتَين جهراً، حيثُ أن المسلمَ يبدأ في هذه الركعات بتكبيرة الإحرام، وبعد ذلك يؤدي سبع تكبيرات، وفي هذه التكبيرات يقوم برفع اليدين في كل تكبيرة بحيث تكون بمحاذاة منكبيه، وبعد ذلك يضع اليُمنى على اليسرى بين كلّ تكبيرتَين، ويجب أن يذكر الله بين كل تكبيرتين، كما وأنه كافة التكبيرات تكون قبل التعوُّذ والقراءة، ويُكره التغيير في عدد التكبيرات، حيثُ أن تم الشروع في التعوُّذ قبل التكبيرات، فإنّه يأتي بها جميعاً، ويتداركها، وأن شرع الإمام في قراءة الفاتحة ولم يُكمل المأموم تكبيراته، فلا ياتي بهذه التكبيرات كونها فات محلها، ويجب على المأموم متابعة الإمام في الصلاة.
- الحنفيّة: فقد ذهبوا بالقول أن صلاة العيد تبدأ بعَقْد النيّة، ثمّ قراءة دعاء الاستفتاح، وبعد ذلك يجب رفع اليدين وأن يتم التكبير ثلاث مرات، ويجب أن يتم الفصل بينهم بسكتة تكون بمقدار قول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر”، ومن ثم التعوذ بالله ويقوم بقراءة سورة الفاتحة، وأي سورة من القرآن، والتي يسن أن تكون سورة الأعلى، ومن ثم تأدية الركعة الثانية والتي يتطلب أن تكون بالبسملة، ثمّ قراءة الفاتحة، وسورة من القرآن والتي تُسَنّ أن تكون سورة الغاشية، ثمّ تُؤدّى ثلاث تكبيراتٍ قبل الركوع، ومن ثمّ تأدية خُطبتان بعد الانتهاء من الصلاة، وتبدأ الخطبة الأولى بتسع تكبيراتٍ، والثانية بسبع تكبيراتٍ، ويجلس بين الخُطبتَين جلسةً يسيرةً.
- المالكيّة: فإنهم ذهبوا بالقول أن صلاة العيد ركعتَين، ويُكبَّر في الركعة الأولى بسبع تكبيراتٍ مع تكبيرة الإحرام قبل القراءة، بينما في الركعة الثانية فإنه يقوم بتأديةِ خمس تكبيرات بالاضافة إلى تكبيرة القيام، ولا يُشرَع رفع اليدين عند التكبير إلّا في تكبيرة الإحرام، ولا يُفصَل بين التكبيرات، وتُؤدّى الخطبة بعد الصلاة بافتتاحها بالتكبير، والجلوس في أوّلها، ووسطها.
مشروعيّة صلاة العيد
تُعتبر صلاة العيد هي من الصلواتِ التي قد شرعها الله عز وجل على المسلمين، حيثُ أن مشروعية صلاة العيد قد ثبتت في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وأيضاً بإجماع الأمة، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله عز وجل في كتابهِ العزيز: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، حيثُ أن الله عز وجل يقصد في هذه الآية بصلاةِ العيد، ومن السنة النبوية الشريفة روى الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ).
حكم صلاة عيد الفطر
هُنالك الكثير من الأقوال التي تعددت من قِبل أئمة الفقه حول حكم صلاة العيد، حيثُ أن هُنالك ثلاث من الأقوالِ والتي نوضحها لكم في النقاطِ الآتية:
- القول الأوّل: قال الشافعيّة، والمالكيّة بأنّ حكم صلاة العيد هو سُنّةٌ مُؤكّدةٌ، حيثُ أنهم قد جاؤا في هذا الحكم استدلال بِما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من قَوْله لأعرابيٍّ سأله عمّا افترضَه الله -سبحانه- عليه: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).
- القول الثاني: قال الحنفيّة أن حكم صلاة العيد هو واجبة، وقد جاؤا بهذا الحكم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه كان يداوم عليها، ولم يتركها ولو مرّة واحدة، وكان يتم صلاتها جماعة.
- القول الثالث: قال الحنابلة بأنّ حكم صلاة العيد هو فرض كفاية، وقد استدلوا على ذلك بِقَوْل الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
تعرفنا في سياق هذا المقال عن كيفية صلاة العيد بالتفصيل، فهي تلك الصلاة التي قد شرعها الله عز وجل، والتي تؤدى مرتين في كل عام بعد كل عيد من أعياد المسلمين، وتعرفنا أيضاً على حكم صلاة العيد الذي اختلف به علماء الأمة الإسلامية.