ما هي القرية المقصودة في سورة يس، تعتبر سورة يس من السور المكية، إلا الآية (45) فهي مدنية، وهي تقع في الترتيب الـ 63 في المصحف، وعدد آياتها 83 آية، وسبب نزولها هو: عن ابن عباس قال: جاء العاص أبن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم رميم بال، فأخذ يفتته بيده ويقول: يا محمد أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ وفي رواية بعد ما رم وبلي؟ قال: نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم. فنزلت الآيات، ولقد شملت سورة يس على العديد من أسس العقيدة، ومنها: الوحي وصدق الرسالة، والألوهية والوحدانية، ومظاهر قدرة الله تعالى، وعقاب الكفار في جهنم، وقصة أصحاب الرية المعاندين، وفي هذه المقال سنتعرف على ما هي القرية المقصودة في سورة يس؟
محتويات
ما هي القرية المقصودة في سورة يس
القرية المشهورة في كتب التفسير هي قرية أنطاكية، لكن الإمام والمؤرخ الإسلامي ابن كثير قال: وإن أجمع السلف فهي ليست انطاكية التي نعرفها، لأن أنطاكية هي أول مدينة أمنت بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وفي أخر سورة القرية الله تعالى أهلها، كما قال الله تعالى:( إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ)، وقال ابن كثير: قد تكون قرية اخرى اسمها أنطاكية، أو حتى لو كانت أنطاكية، لكنها ليست أنطاكية المعروفة، ويمكن أن تكون بلدة أخرى وتشابه الأسماء في البلدان متداول وكثير.
قصة القرية المقصودة في سورة يس
كانت أهل القرية المقصودة في سورة يس يعبدون الاصنام والاوثان، ويصنعون الآلهة من الحجارة التي ينحتونها بأيديهم، ومن الأخشاب التي كانوا ينجرونها بأيديهم، ثم كانوا يعبدونها على أنه إله، وقال الله تعالى:(ذا جاءها المرسلون)، حيث أرسل الله تعالى ثلاثة من المرسلين، والمشهور في كتب التفسير أن هؤلاء الرسل الثلاثة هم رسل عيسى عليه السلام، حيث قالوا أن القرية هي أنطاكية التي آمنت بسيدنا عيسى عليه السلام، فأرسل النبي عيسى الثلاث رسل لأهل أنطاكية ليعبدون الله الواحد الأحد، وقال ابن كثير: سياق الآيات لا تدل على رسل عيسى عليهم السلام، إنما هم رسل أرسلهم الله تعالى لهداية الناس، وليس لعيسى عليه السلام دخل في هذه القصة، وفي البداية أرسل الله تعالى رسولين فعذبوهما وعانوهم وكفروا بدعوتهم، فعزز الله تعالى رسولاً ثالثاً، وهذا إن دل، فإنه يدل على كفر أهل القرية، وعندما جاء الرسول الثالث أمرهم بترك عبادة الاصنام وعبادة الواحد القهار، فاطر السموات والارض، فكان جواب أهل القرية: (قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ).
القرية المقصودة في سورة يس
يقول الله تعالى في سورة يس: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)، والله تعالى في هذه الآية يضرب لنا مثل القرية التي بعث إليها أولا نبيين فكذبوهما أهل القرية، فبعث الله تعالى نبياً ثالثاً، وهؤلاء الانبياء هم: النبي صادق، والنبي صدوق، والنبي شلون عليهم السلام، فأخذوا يدعون أهل القرية بتقوى الله تعالى، وينذروهم من الهلاك الذي سيلحقهم بسبب طغيانهم، لكن أهل القرية كذبوا الأنبياء وهددوهم بالقتل، فجاءهم رجل من بعيد يسمي بـ حبيب النجار يدعوهم بتقوى الله، ويحذرهم من عذابه الشديد، لكنهم قتلوه، وقال له المولى عزوجل: (أدخل الجنة)، بعدها بعث الله تعالى جبريل عليه السلام وصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعاً.
إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا، والذي من خلاله تعرفنا على ما هي القرية المقصودة في سورة يس.