والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول، جاء القرآن الكريم مُتضمن على الكثيرِ من الآياتِ القرآنية المُختلفة، والتي غالبيتها كان لها سبب نزول مُعين، والتي قد تحدث عنها عُلماء الفقه الإسلامي في الكثيرِ من كُتب تفسير أسباب النزول، ومن أهمِ تلك الآيات القرآنية والتي قد تعرف العُلماء على سبب نزولها هي قول الله عز وجل: (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني)، حيثُ أن هذه الآية القرآنية قد تضمنت عليها سورة الأحقاف، وتساءل الكثير من المُهتمين في التعرف على أسباب نزول الآيات في القرآن الكريم على والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول، وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن سبب نزول هذه الآية القرآنية.
محتويات
والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول
قد أجمع كافة المفسرين على أن سبب نزول قول الله عز وجل: ( والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني )، هو أن معاوية أراد أن يُعطي ابنه الخلافة، ولكن سيدنا عبد الرحمن بن أبي بكر قد رفض هذا الأمر، وفي هذا الوقت كان الأمير مروان بن يزيد، والذي قد أثاره الغضب من رفض عبد الرحمن، وقرر أن يقوم بحسبهِ، وإلحاق الضرر به، وقد بقي يطارد به، وهرب عبد الرحمن بن أبي بكر إلى بيت أخته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واختبأ بالداخل عندها، وعندما علم يزيد بن مروان أنه عند السيدة عائشة فإنه لم يتمكن من الدخول إلى بيت السيدة عائشة وكان ذلك يرجع إلى علو شأنها ومكانتها بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا السبب احتمى عبد الرحمن بن أبي بكر بها من يزيد بن مروان.
تفسير الآية 17 من سورة الأحقاف
إن الله عز وجل قد ذكر في آيات القرآن الكريم حال البار في والديه، وكذلك الأمر قد قام بالحديث عن العاق لوالديه، والذي يُعتبر من أشرِ الحالات، حيثُ قال الله عز وجل { وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ } إذ دعواه إلى الإيمان بالله واليوم الآخر وخوفاه الجزاء، وهو أعظم ما يصدر عن الوالدين، فقال: { أُفٍّ لَكُمَا } أي: تبا لكما ولما جئتما به، ومن ثم ذكر الله عز وجل وجه استبعاده وإنكاره لذلك فقال: { أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ } والتي تعني من قبري إلة يوم القيامة، وقول الله عز وجل: { وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي } والتي تعني على التكذيب وسلفوا على الكفر وهم الأئمة المقتدى بهم لكل كفور وجهول ومعاند؟ وقال تعالى: { وَهُمَا } أي: والداه { يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ } عليه ويقولان له: { وَيْلَكَ آمِنْ } أي: يبذلان غاية جهدهما ويسعيان في هدايته أشد السعي، فيقولان: { إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } ثم يقيمان عليه من الأدلة ما أمكنهما { فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } أي: إلا منقول من كتب المتقدمين ليس من عند الله ولا أوحاه الله إلى رسوله.
أنزل الله عز وجل الكثيرِ من الآياتِ القرآنية التي قد تضمن عليها القرآن الكريم، حيثُ أن العديدَ من تلكِ الآيات التي كان لها سبب نزول، وبعض منها لم يكن لها سبب نزول واضح، وفي هذا المقال تعرفنا على والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول، حيثُ أن الله عز وجل قد حذر من عقوق الوالدين، والذي قد أعد الله عز وجل للعاق العذاب في الدُنيا وفي الآخرة أيضاً.