ما هي قصة مقام ابراهيم، لقد ورد مقام إبراهيم في القرآن الكريم في مواضع متعددة كان من بينها آية مئة وسبعة وعشرين من سورة البقرة في قوله تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم ” حيث يعتبر مقام إبراهيم من الحجارة الأثرية حيث قام عليه النبي إبراهيم عندما بدأ برفع قواعد الكعبة حسب ما ورد في الشريعة الإسلامية، وقد شُقّ على هذا الحجر الأثري نتوء بينما كان سيدنا إبراهيم يقوم عليه ويبني، كما يُعد مقام إبراهيم بأنه الحجر الذي بدأ سيدنا إبراهيم بالأذان عليه ونداء الناس للحج، وقد غاصت قدماه في الحجر وتركت أثراً مازال حتى يومنا هذا، وفي هذا المقال نقدم لكم معلومات كافة حول ما هي قصة مقام ابراهيم.
محتويات
قصة مقام سيدنا ابراهيم
إن مقام سيدنا إبراهيم هو الحجر الذي كان يقوم عليه عند بناء الكعبة، وعندما انتهى جعله أسفل جدار الكعبة، وبعد البعثة النبوية لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد أمر المسلمين بالصلاة خلفه وذلك تنفيذاً واستجابةً لأمر الله إذ قال في كتابه العزيز : ” واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والرّكع السجود” يصلي المسلمون القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة خلف مقام إبراهيم ركعتي الطواف.
إن قصة مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- تتمثل في أن الله تعالى أمر سيدنا إبراهيم برفقة ابنه إسماعيل برفع قواعد البيت الحرام، وبعد الانتهاء من البناء أنزل الله لهما الحجر الأسود والمقام من الجنة، حيث يعتبر الحجر الأسود من يواقيت الجنة، وقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله “الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب”.
إن هذا الحجر كان الموضع الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم بينما كان يبني الكعبة هو وابنه إسماعيل الذي كان يعطيه الحجارة المستخدمة في البناء، وقد ظهرت آثار قدمي سيدنا إبراهيم عليه، وقد باركه الله بأن أنزل الله الحجر الأسود والمقام من الجنة، وأصبح مقام إبراهيم معلماً دينياً يصلي خلفه المسلمون استجابة لأمر الله تعالى.
لماذا مقام إبراهيم بعيد عن الكعبة
لقد كان مقام إبراهيم مكشوفاً لجميع الناس، ولكن لمس الناس المتزايد له ساهم في تغيير أثر القدمين واختفاء موضع الأصابع، وفي السنة الثامنة للهجرة بعد فتح مكة قام النبي محمد -عليه السلام- بإبعاد مقام إبراهيم عن الكعبة المشرفة إلى موضع آخر يبعد حوالي ما يزيد عن عشرة أمتار مائلاً باتجاه الشرق، وذلك لغاية التسهيل على الطائفين من الحجاج لتأدية ركعتي الطواف وتمكينهم من الصلاة خلف المقام وذلك بعد نزول الآية الكريمة : ” واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى “.
إن مقام إبراهيم بعيد عن الكعبة المشرفة حوالي عشرة أمتار عن موضعه السابق، وذلك بعد نقل النبي له من موضعه الأصلي إلى موضعه الحالي وذلك بما يتماشى مع أمر الله تعالى وجعله مكاناً للصلاة وقد كان ذلك بعد فتح مكة، وقد ورد مقام إبراهيم في عدة آيات في القرآن الكريم من بينها قوله تعالى : ” فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ” وذلك تخليداً لهذه المعجزة الإلهية.
لماذا أمرنا الله بالصلاة عند مقام إبراهيم
إن مكة المكرمة هي أطهر بقاع الأرض وأفضل الأماكن وخير البلاد، وقد اختارها الله لتكون مهبطاً للوحي، وقد جعلها قِبلة المسلمين الثانية بعدما كانت قبلتهم للمسجد الأقصى في فلسطين، وقد كرّمها الله وزادها تشريفاً بأن جعل فيها أماكن لأداء العبادات ومناسك الحج والعمرة، يعود نشأة مكة المكرمة إلى الزمن الذي يسبق ميلاد سيدنا إسماعيل وقيامه برفع أساسات الكعبة برفقة والده إبراهيم -عليهما السلام، فقد كانت في البداية بلدة صغيرة سكن فيها بنو آدم إلى أن تم تدميرها عندما ضرب الطوفان الأرض كعقاب أنزله الله في قوم نوح، وأصبحت مكة عبارة عن وادٍ جرف مُحاط بالجبال من كل اتجاه.
وقد قام سيدنا إبراهيم برفع أساسات وقواعد الكعبة والبيت الحرام بمساعدة ابنه إسماعيل التي تُعرف اليوم بمقام إبراهيم، وقد أمرنا الله بالصلاة عند مقام إبراهيم فلا يأتي أي مسلم للكعبة المشرفة والبيت الحرام إلا ويُصلي في هذا المكان الطاهر والمقدس، ويتسابق الحجاج والمعتمرون لأداء الصلاة عند مقام إبراهيم في محيط الكعبة المشرفة.
كم طول قدم سيدنا إبراهيم
يعتبر مقام إبراهيم من الحجارة الرخوة وهو على هيئة مكعب أبعاده متساوية في الطول وتبلغ 50 سنتيمتراً ذو لون بين البياض والسواد والصفرة، وتظهر في وسط الحجارة آثار قدمي سيدنا إبراهيم على شكل حفرتان بيضاوية الشكل مائلة إلى الشكل المستطيل، طول قدم سيدنا إبراهيم نصف متر تقريباً، وقد قام الخلفاء العباسيون بتغطيته بالرصاص والذهب وبعد ذلك قاموا بتغطيته بغطاء زجاجي ذو شكل شبيه بالقبة.
كم طول قدم سيدنا إبراهيم، يمكن معرفة ذلك من خلال وصف أحمد بن عمر بن رسته الذي مات في عام ثلاثمئة للهجرة نحو حوالي ألف عام، حيث وصف مقام إبراهيم على حد قوله كما يلي : «أن ذرع المقام ذراع، والمقام مربع، سعة أعلاه أربعة عشر أصبعاً، في أربعة عشر أصبعاً، ومن أسفله مثل ذلك، في طرفيه من أعلاه وأسفله فيما مضى طوقان من ذهب، وما بين الطوقين من حجر المقام بارز لا ذهب عليه من نواحيه، كلها تسعة أصابع عرضاً، في عشرة أصابع طولاً، وذلك قبل أن يجعل عليه هذا الذهب الذي هو عليه اليوم من عمل المتوكل على الله، وعرض حجر المقام من نواحيه إحدى وعشرون أصبعاً، وسطه مربع، والقدمان داخلتان في الحجر سبعة أصابع، ودخولهما منحرفتان، وبين القدمين من الحجر أصبعان، وسطه قد استدق من التمسح به فيما مضى، والمقام في حوض من ساج مربع، حوله رصاص، وعلى الحوض صفائع رصاص مليس بها».
ما هي قصة مقام ابراهيم، إن مقام إبراهيم معلماً أثرياً دينياً وقد شرّفه الله تعالى بأن جعله في أطهر بقاع الأرض، ثم أمر الله تعالى المسلمين بالصلاة خلفه، وقد يتساءل زوار الكعبة لماذا مقام إبراهيم بعيد عن الكعبة وذلك لأن النبي قام بنقله على بُعد أمتار قليلة لإتاحة الفرصة للطائفين حول الكعبة وعدم إعاقة المصلين لهم، وذلك كي يتسنى للمصلين خلف المقام الصلاة بحرّية وفي نفس الوقت عدم التضييق على مَن يقومون بالطواف حول الكعبة، ولقد أمرنا الله بالصلاة عند مقام إبراهيم وقد ورد ذلك في القرآن الكريم وتحديداً في سورة البقرة.