من القائل لن نصبر على طعام واحد، كثيرة هي قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم، وجاءت في مجملها لتكون عبرة للناس من بعد ذلك، فعندما يعلم البشر ما حل بالأقوام السابقة الذين كذبوا برسلهم ورفضوا دعوات الحق، فإنه سيكون على يقين بأن طريق الإسلام هو خياره الصحيح للصلاح في الحياة الدنيا والنجاة من غضب الله عز وجل والفوز بالجنة في الجار الآخرة، وسنتطرق عبر السطور المقبلة لقصة أحد الأقوام السابقة التي وردت في القرآن الكريم من خلال من القائل لن نصبر على طعام واحد.
محتويات
من القائل لن نصبر على طعام واحد في القرآن
من القائل لن نصبر على طعام واحد؟ إنهم بنو إسرائيل قوم النبي موسى عليه السلام، ويرجع أصل بني إسرائيل إلى النبي يعقوب عليه السلام، حيث يقال بأن إسرائيل هو نبي الله يعقوب، حيث ناداهم الله عز وجل باسم إسرائيل لكي يذكرهم بنسبهم للنبي يعقوب، وهو عبد من عباد الله تعالى الصالحين، وأشار آخرون إلى أن معنى كلمة إسرائيل هي العبد لله، ومن الجدير بالذكر بأن القرآن الكريم وصف بنو إسرائيل بعدة صفات كانت موجودة فيهم ومنها أنهم قتلة للأنبياء والمنزلين، كما أنهم شديدي البغضاء والكره للمؤمنين، كما عرف عنهم أكل الربا والاستهزاء بالدين، وبأنهم يتظاهرون بالمسكنة والذل، كما أنهم يحبون الحياة حباً جماً ولا يتمنون الموت أبداً، وبأنهم قوم مفسدين في الأرض ومخربين قساة القلوب.
طعام قوم موسى
في عبارة من القائل لن نصبر على طعام واحد، نجد بأن الله عز وجل قد أشار في الآية الكريمة السابقة إلى أن طعام قوم موسى في ذلك الوقت هو طعام واحد فقط، إلا أن الحقيقة هي غير ذلك، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى كان ينزل عليهم نوعين من الطعام وهو المن والسلوى، ولكن لرتابة نزول الطعام، أي تكرار نزول المن والسلوى في كل يوم فإن هذا الأمر أكسبه صفة كونه طعام واحد على الرغم من كونه يتكون من صنفين، وفي الآية الكريمة إعجاز لغوي ليس بغريب عن كتاب الله عز وجل الذي يأتي ككل معجزة إلاهيه لم يستطع أحد بأن يأتي بمثلها، وكانت المن والسلوى تأتي من الله سبحانه وتعالى، ولكن بني إسرائيل كعادتهم وتعودهم على التعنت، تحججوا بأنهم يخافون بأن ينقطع نزول هذا الطعام عليهم، فطلبوا من الله عز وجل بأن يقوموا هم بزراعة طعامهم في الأرض من الفول والعدس والبقوليات.
من المعروف بأن قوم فرعون قد استعبدا بني إسرائيل وكانوا يؤذونهم، فكان الله عز وجل يريد أن يرفع عنهم هذا الظلم ويكف شر فرعون وجنوده عنهم، فأرسل لهم النبي موسى عليه السلام، لكي يدافع عنهم ويدلهم إلى طريق الحق والعبادة وينجيهم من أذى فرعون واستعباده لهم.