صحة حديث اذا كانت اخر ليلة من رمضان، اختص علماء الأمة الإسلامية منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالبحث والتمحيص في الأحاديث التي رويت عن النبي عليه السلام دراسة شاملة لكافة الأحاديث من حيث سند الحديث أي التحقق من سلسلة الرواة الذين قاموا برواية الحديث والتحقق من عدلهم وثقتهم وروايتهم، ومن حيث المتن أي صحة الكلام الوارد في الحديث، وقد برع الكثير من العلماء في هذا العلم والذين سخروا جل اهتمامهم في خدمة السنة النبوية والقرآن الكريم، وبناء على ما تقدم سنقوم بتوضيح مدى صحة حديث اذا كانت اخر ليلة من رمضان.
محتويات
يغفر الله في آخر ليلة من رمضان
لقد رويت العديد من الأحاديث النبوية الواردة في بيان فضل شهر رمضان وأجر صيامه وأهم الأعمال التي يعملها المسلمون في هذا الشهر والتي من شأنها أن تضاعف أجورهم وتجعل من دعائهم دعاءً مستجاباً، ولكن السؤال الذي يتردد دائماً هل هذه الأحاديث صحيحة في متنها وسلسلة رواتها وما أفادته من أحكام شرعية، وهذا السؤال أجاب عنه علماء الحديث الذين اختصوا بالبحث والتنقيب عن صحح هذه الأحاديث من ضعيفها والمسموح بروايته والممنوع من الرواية، وفي هذا المقال سنبين مدى صحة حديث اذا كانت آخر ليلة من رمضان بالاستناد الى ما جاء في أصول الحديث.
صحة حديث اذا كانت اخر ليلة من رمضان
وردت الكثير من الأحاديث التي رويت عن كبار الصحابة التي تتحدث عن العتق من النار في آخر ليالي شهر رمضان المبارك، ومن هذه الأحاديث حديث اذا كانت اخر ليلة من رمضان الذي سوف نقوم بكتابة متنه كاملاً ثم التحقق من صحته.
- من هذه الأحاديث ما رُوي عن الحسن رضي الله عنه في حديثه القائل:” إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى”، وبعد البحث في كتب علم أصول الحديث عن مدى صحة الحديث الوارد عن ىخر ليلة تبين أن الحديث السابق ضعيف في روايته وقد تمت روايته من باب ما يُعرف بالترغيب والترهيب، وهي الأحاديث ضعيفة السند ولكن جاز روايتها من باب ترغيب المسلمين في أمور مستحبة وترهيبهم من أمور مكروهة.
- أما في صحة الحديث المنقول عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال”إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله” وهذا الحديث ضعيف ايضاً وروي من باب الترغيب والترهيب.