من القائل اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين، لقد بعث الله الرسل والأنبياء كي لا يدع للناس حُجة، فقد تمثلت رسالة الأنبياء والمرسلين في دعوة الناس إلى عباده الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام وما كان عليه آباءهم من شرك وضلال، وقد تباينت ردود الأفعال تجاه هذه الدعوة فمنهم من آمن بها ومنهم من أمعَن في الكفر والضلال وظلّ على ما كان عليه آباءهم من الشرك والكفر وعبادة الأصنام التي لا تغني من دون الله شيئاً ولا تملك لأي شخص النفع أو الضرّ، وقد كان الأنبياء حريصين على دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والكلام اللين، وفي هذا السياق نقدم لكم من القائل اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين.
محتويات
من قال أَتَدْعُونَ بَعْلًا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ
لقد وردت الآية الكريمة “أَتَدْعُونَ بَعْلًا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ ” في سورة الصافات وتحديداً الآية مئة وخمسة وعشرين، وحول من قال أَتَدْعُونَ بَعْلًا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ إنه سيدنا إلياس -عليه السلام، لقد تناولت سورة الصافات مواضيع متعددة من بينها : إعجاز الله في خلق السماوات والأرض والكواكب، وتحدثت عن أهوال يوم القيامة، وتناولت الحديث عن نعيم الجنة الذي ستنعم به المؤمنون الفائزين بجنات النعيم يوم القيامة، وكذلك تناولت رسالات الأنبياء إلى أقوامهم وقصة سيدنا نوح مع قومه الذين كذّبوه فأهلكهم الله بالطوفان، وقصة سيدنا إبراهيم الذي دعا قومه لترك عبادة الأصنام وترك ما وجدوا عليه آباءهم ولم يستجيبوا له وظلوا على عنادهم وكفرهم، وحاولوا حرقه بالنار بعدما حطّم آلهتهم لكن الله تعالى جعلها برداً وسلاماً عليه.
وتناولت سورة الصافات قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل، بعدما رأى في المنام أنه يذبحه فاستجاب لأمر الله وفداه الله بكبش عظيم، وقصة سيدنا إسحاق عندما بشّره الله تعالى بغلام بعدما بلغ من الكبر عتيّا وكانت امرأته عاقراً، بالإضافة إلى قصة سيدنا موسى وهارون مع بني إسرائيل، وقصة إلياس حيث قال أَتَدْعُونَ بَعْلًا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ، وقد وردت قصص عدد من الأنبياء من بينهم سيدنا لوط -عليه السلام- وهلاك قومه بعد إصرارهم على فعل الفواحش، وقصة سيدنا يونس عندما التقمه الحوت وظل في بطنه ثم لفظه بعد تسبيحه لله تعالى.
مااسم الصنم الذي كان يعبده قوم سيدنا إلياس عليه السلام وفي أي مكان
يُقال حول اسم الصنم الذي كان يعبده قوم سيدنا إلياس عليه السلام وفي أي مكان أنه كان الناس في موقع غربي مدينة دمشق قديماً يعبدون الأصنام من دون الله، وقد كان اسم الصنم بعل لذا سميت هذه المدينة باسم بعلبك نسبة إلى اسم الصنم، وقد ذكر بعض المفسرين من بينهم ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدى بأن كلة بعلاً يُقصد بها الرب، أي أنهم يتخذون هذا البعل ” الصنم” رباً لهم، وقيل أنها لغة أهل اليمن، بينما جاء في تفسير ابن إسحاق قوله أنهم كانوا يعكفون على عبادة امرأة تحمل اسم بعل، أما تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نقلاً عن والده بأن بعل هو اسم كان يُطلق على صنم يعكف على عبادته أهل مدينة سميت ” بَعلبك ” وهي واقعة إلى الغرب من مدينة دمشق، وقد قال الضحاك في تفسيره لهذه الآية الكريمة بأن بعل هو صنم كانوا يعبدونه من دون الله، حيث أن قوله أتدعون بعلاً بمعنى أتعبدون صنماً ؟ وهنا كان استفهام للإنكار والتوبيخ، وبذلك فإن اسم الصنم الذي كان يعبده قوم سيدنا إلياس عليه السلام وفي أي مكان هو بعل في بعلبك غربي دمشق.
من القائل اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين، إن سيدنا إلياس -عليه السلام- هو قال أَتَدْعُونَ بَعْلًا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ، فقد وردت هذه الآية الكريمة – آية رقم 125- من سورة الصافات على لسانه بعدما أنكر على قومه إصرارهم على عبادة الأصنام وترك عبادة الله تعالى أحسن الخالقين، وقد ذكرنا معلومات حول مااسم الصنم الذي كان يعبده قوم سيدنا إلياس عليه السلام وفي أي مكان، فقد كان قوم في منطقة سميت بعلبك يعبدون صنم يُدعى بعل ومن هنا جاءت تسمية المنطقة نسبة للصنم، وهذه المنطقة كانت في بلاد الشام في الأجزاء الغربية من مدينة دمشق.