ما هو مفتاح الجنة، لكل شيء يعترض حياة الإنسان مفتاح عليه أن يجيد استعماله، وأن يعرف بأن الصبر مفتاح للفرج عندما تحل به المصائب والمشاكل، فحياة الإنسان مليئة بالأفراح والمسرات، وبعضها أحزان ترهقه إن لم يجد السبيل للخلاص منها، فمن يجيد، ولقد ألهم الله الإنسان العقل ليفكر ويتدبر كل ما حوله وأعطاه مفاتيح لكل شيء وعلمه من العلم ما لم يعلم ليكون مدخلاً له لكل أمر يصعب عليه حله، وإن للجنة مفتاح على المسلم أن يجيد استعماله، وأن يكون قادراً على التقرب من الله لينال رضاه ويفوز بالجنة، فما هو مفتاح الجنة سؤال يهم كل مسلم يخاف خسران الجنة، ويتمنى الفوز بها.
محتويات
مفتاح الجنة لا إله إلا الله
إن الله خلق عباده ليعبدوه وجعل لهم الحسنات والسيئات، فهو يمحو السيئات عن عباده بتوبتهم، واستغفارهم، وعزمهم على عدم العودة لاقتراف الذنب، وجعل لهم مفتاح لكل أمر يعترض حياتهم، فإن أحسن الإنسان استعمال هذا المفتاح فتح فيه باباً أغلقته كثرة الذنوب وأغلق باب الطرد من رحمة الله، وإن للجنة مفتاح إن امتلكه الإنسان فتحت له أوسع الأبواب، وهو توحيد الله عز وجل؛ لا إله إلا الله.
فالإسلام بني على خمس أولها شهادة أن لا إله إلا الله، وذلك فيما جاء في الحديث الشريف عن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال: أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ عيسَى عبدُ اللهِ وابنُ أمتِه وكلِمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، وأنَّ الجنَّةَ حقٌّ، وأنَّ النَّارَ حقٌّ، أدخله اللهُ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء)، فعلى الإنسان أن يؤمن بها ويرددها بعقله ولسانه، وقلبه، وأن يعتقد اعتقاداً تاماً بأن الله هو الإله الواحد.
شروط مفتاح الجنة لا إله إلا الله
لمفتاح الجنة شروط حيث أن قولها باللسان لا يكفي، بل عليه أن يقولها بقلبه ولسانه وعقله، فكل ما يعترض الإنسان من عثرات يحتاج الصبر، ومن شروط باب الجنة:
- أن يعتقد بقلبه بأن ما تشتمل عليه هذه الكلمة إثبات بأنه لا إله في هذا الكون إلا الله عز وجل، وأنها تنفي عن غيره الألوهية، فلا معبود ولا خالق إلا الله، ودليل ذلك ما جاء في السنة عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلمُ أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ دخل الجنَّةَ).
- أن لا يقتصر العبد على قولها بلسانه بل يعتقد اعتقاد قلبي جازم متيقن بها، وأن يبعد الشك عن قلبه في أي شيء ينافي هذا الاعتقاد، ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
- أن يعمل بما جاءت به هذه الكلمة لا إله إلا الله، والتي هي مفتاح الجنة، وذلك عملاً بقوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجّي رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنينَ).
- من نفى كلمة التوحيد ولم يعمل بها، أو استكبر في قولها فهو كافر.
- العمل بما جاء في قول النبي صلوات الله وسلامه عليه: (ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ. من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما. وأنْ يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلَّا للهِ. وأنْ يكرهَ أنْ يعودَ في الكفرِ بعد أنْ أنقذَه اللهُ منه، كما يكرهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ).
- أن يسلم أمره لله عز وجل، وأن يسلم ذلك في قوله وقلبه ولسانه أن الله هو الإله الواحد الأحد.
- أن يلازم قوله كلمة التوحيد إظهار الحب لله عز وجل.
فضل كلمة التوحيد التي هي مفتاح الجنة
يتسابق المسلمون بأعمالهم الصالحة للفوز برضوان الله عز وجل وجنته التي عرضها السماوات والأرض التي أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المتقين، وإن لكلمة التوحيد لا إله إلا الله فضل عظيم، ومن فضائلها:
- هي أفضل الذكر عند الله، والتي يقر بها المسلم بلسانه وقلبه وجوارحه وحدانية الله.
- إن من يرددها ينال ثوابها، فإن له الأجر العظيم عند الله وعتق من النار بالإعتقاد الجازم بما جاءت به هذه الكلمة.
- رحمة من الله لمن يعمل بها، وإجابة لدعائه.
- الفوز بالجنة وتجنب النار، والابتعاد عن غضب الله، فلا يخلد في النار من قال وعمل بهذه الكلمة.
- تحصين للمسلم من عذاب النار.
ما هو مفتاح باب الجنة؟
- كلمة التوحيد لا إله إلا الله
يبحث المسلم عما يدخله الجنة، ويفتح له أبوابها فيتساءل عن ما هو مفتاح الجنة، والذي ينجيه من عذاب النار، ويضاعف له الأجر والحسنات، وهو كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وهي شهادة دخول الإسلام والاعتقاد الجازم بأن الله هو الإله لا إله غيره.