ما اول ما نزل من التوراه، الحكم في مسائل تاريخية مثل هذه يعتبر أمر في غاية الصعوبة، والسبب في ذلك بأن هذا الأمر لم يرد أي إيضاح له لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة، وكل الروايات الموجودة إنما هي من الروايات الإسرائيلية المشكوك في صحتها، فكل ما أخذ من الإسرائيليات هو أمر غير مجزوم في صحته، حيث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أن ما ورد في الإسرائيليات كان مكتوب بالعبرية، فكانوا أهل الكتاب يقرؤونها بالعربية ويفسرونها بالعربية للمسلمين، وهنا أشار النبي عليه السلام أيضاً، إلى وجوب عدم تصديق أهل الكتاب وكذلك عدم تكذيبهم وهو الأمر الذي أخذ به المسلمون في روايات الإسرائيلية المكتوبة عن التوراة، ولكننا سنشير هنا إلى ما اول ما نزل من التوراه دون التأكيد على صحة الكلام الوارد في المقال فالله تعالى أعلى وأعلم.
محتويات
ما أول ما نزل من التوراة
النبي المرسل إلى بني إسرائيل ونزلت عليه التوراة هو نبي الله موسى بن عمران عليه السلام، وفي الآية الكريم يقول الله سبحانه وتعالى : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)، وهي إشارة من الله جل وعلا بأن التوراة لم تنزل مثل القرآن الكريم على موسى عبر الوحي، وإنما نزلت مكتوبة في ألواح، بينما الإنجيل نزل على عيسى بن مريم عليه السلام كما نزل القرآن الكريم عبر الوحي وليس مكتوباً، وهناك عدة روايات حول ما اول ما نزل من التوراه، فالبعض قال بأنها عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقال الشوكاني بأن أول ما نزل من التوراة هي عبارة عن عشرة وصايا مكتوبة من الله عز وجل لنبيه موسى عليه السلام وكان ما يلي:
- لا تقتل، ولا تزني ولا تسرق.
- لا تشهد على قريبك شهادة الزور.
- أكرم أباك وأمك ليطول عمرك في الأرض، التي يعطيك الرب إلهك.
- ولا تشته بنت قريبك.
- أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر، من بيت العبودية، لا يكن لك إله غيري.
- ولا تشته امرأة قريبك.
- ولا عبده، ولا أمته، ولا حماره، ولا أي شيء لقريبك.
ما اول ما نزل من التوراه هو سؤال يحتاج للبحث العميق والحثيث في الإسرائيليات للتوصل إلى إجابته، فتلك قصص الأمور الغابرة منذ آلاف السنين، كما أن الكتب السماوية كلها قد حرفت، فالإنجيل والتوراة والزبور وصحف إبراهيم ومسى كلها كتب سماوية، إلا أن يد التدنيس والتحريف قد طالتها وشوهت حقيقتها الربانية الخالصة.