يعتبر المسجد الأقصى ثاني المساجد بناء على الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، فتساءل الكثيرون متى بني المسجد الأقصى، فلقد عاش في المسجد الأقصى الكثير من أنبياء الله و رسله ومنهم نبي الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم وداوود وسليمان عليهم السَّلام، و شهد المسجد الأقصى التاريخ الإسلامي، وما زال يشهد تاريخ العرب، وهو المسجد الذي أسرى برسول الله صل الله عليه وسلم، حيث يقع في الجهة الجنوبية الشرقية في القدس بالتحديد في وسط فلسطين على هضبة موريا، وفي هذا المقال سنجيب على السؤال: متى بني المسجد الأقصى.
محتويات
متى بني المسجد الأقصى؟
متى بني المسجد الأقصى ، يعتبر المسج الأقصى من المعالم الدينية التاريخية التي حظيت بمكانة كبيرة في التاريخ العربي الإسلامي، فلقد تشعبت قدسيته بالكثير من الأحداث الدينية والإيمانية و الروحانية التي شهدها، ناهيك عن ارتباطه وتأصله من أرض فلسطين أرض الرباط ،فالمسجد الأقصى هو قبلة الأنبياء والمرسلين، فقد اختلفت الروايات في تاريخ بنائه، فيقال أن تاريخ بناء المسجد الأقصى حتى يومنا هذا غير معلوم.
من بنى المسجد الأقصى ابن باز
(عَن أبي ذرٍّ الغَفاريّ قال: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ ؟ قال: المسجدُ الحرامُ. قلتُ: ثم أيُّ ؟ قال: المسجدُ الأقصى. قُلتُ: كم بينَهما؟ قال أربعون سنةً. وأينَما أدركَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ فَهو مَسجدٌ. وفي حديثِ أَبي كاملٍ: ثمَّ حَيثُما أَدركَتْك الصَّلاةُ فَصَلِّه فإنَّه مَسجدٌ)، متى بني المسجد الأقصى، بناء لما جاء به المؤرخون عائدون في التاريخ إلى سنين سبقت هو أن نبي الله إبراهيم هو الذي بنى المسجد الأقصى، مستندين في ذلك على قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ).
والبعض من المؤرخون يقول أن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله سليمان مستشهدين على ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (عنِ النَّبيِّ صلَّ الله عليهِ وسلَّم قال: لمَّا فَرغَ سُليمانُ بنُ داودَ مِن بِناءِ بَيتِ المَقدِس سَأَل اللهَ ثلاثاً، حُكماً يُصادُف حُكمهُ ومُلكاً لا يَنبِغي لأَحدٍ مِن بَعده وألَّا يأتيَ هذا المَسجد أحدٌ لا يُريد إلاَّ الصَّلاة فيهِ إلَّا خَرجَ من ذُنوبِه كَيومِ وَلدتهُ أمُّه، فَقال النَّبي عليه الصّلاة والسّلام: أمَّا اثنتَانِ فقَد أُعطيهِما وأَرجو أن يَكونَ قَد أُعطيَ الثَّالثة)
بالعودة إلى أقوال المؤرخين السابقة فأبي ذر ذكر (قُلتُ: كم بينَهما؟ قال أربعون سنةً)، فالإمام القرطبي يوضح أن ابن الجوري ذكر في كتاب الجامع لأحكام القران يوجد لبس في الموضوع، فليس من بنى المسجد الأقصى لا سيدنا إبراهيم ولا سليمان عليهما السلام، بل بنى المسجد الأقصى سيدنا آدم وجدده كل من سيدنا إبراهيم ومن ثم سليمان عليهما السلام.