خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة، يستغل الخطباء يوم الجمعة في كافة الأشهر الهجرية، لطالما كان يوم الجمعة من الأيام المباركة التي يتراود بها المصلين إلى المساجد ليصعد الإمام و الخطيب على منبره ليلقي الخطب التي يستقصي منها المصلين و السامعين العبر و العظات، ففي الجمعة الأولى من شهر شوال الشهر العاشر من الأشهر الهجرية الذي يعقب شهر رمضان المبارك، شهر ضم من الفضائل أعظمها، فلقد احتضن شهر شوال العديد من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله زلفى، نخرج من شهر صيام وقيام وعبادات، إلى شهر ضم العبادات والأعمال التي يحظى بها العباد الأجر و الثواب المضاعف، فالله سبحانه وتعالى ما زال يمنحنا الكثير من الفرص للتقرب إليه ولاكتساب الحسنات، و في مقالنا نعرض لكم مجموعة من الخطب التوعوية التي تندرج في مقال بعنوان خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة .
محتويات
خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة
خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة، بسم الله والصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد لعي في مقامي هذا أتحدث وإياكم عن شهر يعقب شهر رمضان المبارك، ها نحن قد أنهينا رحلة دامت لثلاثين يوما من العطاء المستمر الذي لا ينضب من الله سبحانه وتعالى في شهر عمه الخير و البركات و الفيض لواسع من الحسنات، فلقد ودعنا شر رمضان المبارك بقلوب حزينة لفراق شهر فرصه متعددة، و الطاعات فيه كثيرة، لنستقبل شهر شوال الشهر العاشر من الأشهر الهجرية وهو ، وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، وفيه يحتفل المسلمون بعيد الفِطر، وتحديداً في اليوم الأوّل منه، بالإضافة إلى أنّ شهر شوّال يُعَدّ أوّل أشهر الحج، فلقد احتضن شهر شوال العديد من الأحداث والوقائع التي شهدها التاريخ العربي الإسلامي والتي كان لها الأثر البارز و البصمة الراسخة في قلوب المسلمين، فلقد تزين شهر شوال بالغزوات التي تكللت بالنصر، ورفع راية الحق فلقد حدث في شهر شوال في سنين متفرقة غزوة بني قينقاع في السنة الأولى للهجرة، وفي السنة الثانية للهجرة والمؤامرة التي قام بها عمير بن وهب، وصفوان بن أمية لقتل رسول الله، بينما في السنة الثالثة للهجرة حدثث غزوة أحد وغزوة حمراء الأسد، وهي من الغزوات التي شيدت في التاريخ الإسلامي.
فالله سبحانه وتعالى لقد أعطى لمن استشعر لذة الصيام و الطاعات في شهر رمضان المبارك فرص أخرى ليستكمل بها لذة الصيام، فلقد شرع الله عزوجل على عباده المسلمين صيام الست من شوال مواصلة لاكتساب الحسنات و الأجر و الثواب العظيم لما تم تقديمه في شهر رمضان المبارك، فصيام الست من شوال مجتمعة أم متفرقة خص فيها من الأجر و الثواب أعظمه و أكبره، فلقد قيل في صيام الست من شوال عن أَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيِّ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، خلافا عن كون شهر شوال الشهر الذي ابتدئ فيخ الحج، فيشرع لكل من أراد الحج أن يبدأه في شهر شوال فيحرم للحج ويَبقى مُحرمًا إلى يوم التروية، وإن كان حجه متمتعًا فيجوز له أن يَنوي الحج فيه ثم يؤدي العمرة ويتحلل من إحرامه إلى وقت الحج، فالحديث عن شهر شوال و الوقائع التي تبجلت في أيامه، والفضائل في العبادات التي خصت فيه لن يسعنا الوقت و لن يسعفنا الحديث عن شمل كل هذه لأمور، فكل أهدافنا من الخطبة ترنو لكسب العظة و الدروس المستفادة، ومواصلة موسم حصاد الثمار النافعة للفوز بجنان من الرحمن.
خطبة أول جمعة من شوال
خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة، يا معشر المؤمنين إن المؤمن لا يزال يتقلب في الطاعات والعبادات متنقلا من عبادة لعبادة أخرى، فلا يفتأ أن ينتهي من حصاد موسم ليدخل في موسم آخر ليحصد ما يستطيع وما يقتدر عليه، فالعبادات والطاعات هي تجارة مع الله سبحانه وتعالى ولعل من طبيعة الإنسان وفطرته تحقيق الربح في تجارته، فتجارة العبد المؤمن إلى الله هي الطاعات و العبادات، فلقد خرجنا من شهر رمضان المبارك التي لا تخفى فضائله، لنبدأ الشهر الذي يعقبه وهو شهر شوال، فما سبب تسمية شهر شوال بهذا الاسم، وما هي فضائلُه؟ وما هي أحكامُ صومِ الستِ من شوال؟
يا أيها المؤمنين لنعلم أن الشهور لقد سميت بسمتها تبعا للأحداث والمواقف التي تبجلت فيها، فكما سمي شهر شعبان لتشعب الناس وتفرقهم بحثا عن الماء، وسمي رمضان لكثرة الرّمَض والحرّ خلاله، أيضا سمي شوال بهذا الاسم كونه مأخوذ من الشول أي الارتفاع، المشالة، وما زال أهل البلاد يقولون شالها أي بمعنى رفعها، لا ننسى ذكر أن شهر شوال رحلة جديدة للحصاد، ففيه صوم ستة من شوال مجتمعة كانت أم متفرقة، فلقد قيل في صوم الستة من شهر شوال: “خُصَّ شوال؛ لأنه زمنٌ يستدعي الرغبةَ فيه إلى الطعامِ؛ لوقوعه عقِبَ الصومِ، فالصومُ حينئذٍ أشقُ وثوابُه أكثر”، فالصيام بشكل عام من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فكيف بصيام ستة من شوال قيل في فضلها الكثير، كما و يعتبر شهر شوال هو أول شهر الحج، فأول أشهر الحج هم شوال, وذو القِعدة, وعَشْرٌ من ذي الحِجة، فلا يَجُوزُ لأحدٍ أن يُحْرِمَ بالحجِّ في غيرِها، كما قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، ولقد قال ابنُ عمرَ -رضي اللهُ عنهما-: “أشهُرُ الحجِّ: شوال, وذو القعدة, وعَشْرٌ مِن ذي الحجة”.
شهر شوال شهر جاءت فيه من الأحداث الإسلامية أهمها وأبرزها، فلقد احتضن شهر شوال العديد من الوقائع منها، أن النبي عليه الصلاة و السلام عقد زواجه على أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها، وكان هذا في السنة الأولى من الهجرة، ناهيك عن الغزوات التي جاءت في شهر شوال فلقد حدثث فيه غزوة بني سليم بالكُدر، وغزوة بني قينقاع، وسرية سالم بن عمير لقتل أبي عفّك، والمؤامرة التي قام بها عمير بن وهب، وصفوان بن أمية، لقتل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في السنة الثانية من الهجرة، وأيضا في السنة الثالثة للهجرة في شهر شوال لقد حدثث أحد أهم الغزوات وهي غزوة أحد واستشهاد حمزة بن عبد المطلب وغزوة حمراء الأسد.
وها نحن نختم خطبة أول جمعة من شوال لندعو الله في أول جمعة من الشوال بالثبات على الدين و المسارعة لنصرة الحق، واستمرارية التجارة النافعة مع الله سبحانه وتعالى تحقيقا للفوز والربح اليقين بجنان الرحمن التي فيها ما لا عين رأت ولا خطر على بال بشر، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، ومن كل ما دست القلوب وما أظهرت الجوارح.
خطبة أول جمعة من شوال مكتوبة، كونها الجمعة الأولى من شهر شوال الشهر الذي كان فيه من الوقائع و الأحداث ما شيده التاريخ العربي الإسلامي، شهر فيه استكمالا للعبادات و الطاعات المقدمة في شهر رمضان .