حديث الرسول عن نهر الفرات، وهو نهر مياهه عذبة، فقد وصفها القدماء بأنها أعذب مياه، وهو يصب مياهه في السواد بالعراق، حيث يسقي زرعها، ويلتقي عند واسط مع نهر دجلة ليكونا نهراً عظيماً يمتد ليصل مياهه في نهر الخليج العربي، ويعتبر من أهم الأنهار في العالم، وأعذبها، وقد جاء ذكره في حديث الرسول عن نهر الفرات، والذي يبين بأن انحساره علامة من علامات القيامة الذي ستقوم بعده الساعة، وتعددت الأحاديث حول بيان كيفية الانحسار، وزمن حدوث ذلك، ويبقى علم الساعة عند الله وحده، وما نعلمه من علم هو قليل القليل.
محتويات
حديث النبي عن نهر الفرات
لقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية حول انحسار نهر الفرات، فهو من الأنهار التي تعد ذات أهمية كبيرة في عالمنا، والذي جعل أنظار الطامعين تتجه نحو العراق لاحتلالها واستعمارها، فمن علامات قيام الساعة هو الانحسار الذي سيصيب هذا النهر، وأنه سيكشف عن جبل من ذهب، ومن أحاديث نبينا عن نهر الفرات:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا أنجو).
- ومما جاء في حديث آخر، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا).
أحاديث الرسول عن نهر الفرات
قد فسر أهل العلم معنى انحسار الفرات أنه ذهاب الماء منه، بجفافه، أو أن مجرى الماء سيتحول، وأما جبل الذهب فهو غير معلوم المكان، ولكنه مطمور بالتراب، فما يدل على كيفية انكشافه هو انحدار ماء النهر ومرورخ بجانبه فينكشف حينها جبل الذهب، وقد فسر ابن حجر بأن سبب تسمية هذا الجبل بالكنز لأنه مطمور وغير معلوم المكان، أما جبلاً فهو دليل على وفرته وكثرته، ومن أحاديث النبي عن هذا النهر:
- عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال: كنت واقفًا مع أبي بن كعب، فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت: أجل، قال: فإني سمعت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يقول: (يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب، فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون).
شرح حديث نهر الفرات
يوضح الفقهاء وأهل العلم المقصود من جبل الذهب المذكور في الحديث أنه هو الذهب المتعارف عليه أنه معدن، وليس البترول ودليل ذلك:
- أن الذهب هو معدن معروف، ومعروف بخالته في الطبيعة، وأن المقصود ليس هو البترول، أو النفط.
- بأن هذا الجبل سيخرج من الأرض ويراه الناس جميعاً، فليس المقصود به البترول؛ لأن البترول يحتاج لآلات دقيقة لاستخراجه.
- لقد خص النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه نهر الفرات، وهو نهر، والنفط في الأساس يستخرج إما من باطن الأرض أو من البحار.
- ويوضح الحديث بأن الناس سيقتتلون عند خروج جبل الذهب، وهذا دليل على أنه بالفعل ما سيخرج من باطن الأرض هو ذهب وليس نفط، فالنفط خرج في السابق ولم يتقاتل الناس عليه.
تتوالى الأحداث عند نهر الفرات، ومع بناء السدود هناك بدأ انحسار مائه، واستدل البعض بذلك انها علامة من علامات الساعة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرسول عن نهر الفرات.