تعريف الزهد في الشعر، لقد كانت نشأة الشعر في بلاد العرب مقترنة بفصاحة اللغة العربية وجزالة ألفاظها، وقد نبغ الكثير من الشعراء والأدباء في جزيرة العرب، وتمكنوا من ترك موروث شعري ضخم وأعمال أدبية كبيرة مازالت حتى يومنا هذا محط اهتمام الأدباء والشعراء والكُتّاب يستلهمون من كتابتهم، وينظمون قصائدهم على غرار القصائد القديمة، يعتبر الزهد في الشعر منهج اتّبعه بعض الشعراء قديماً، حيث يعتبر الزهد مرحلة انتقالية أسست التصوف في الشعر الذي سعى من خلاله الشعراء الوصول إلى الله، ومعرفة الأسرار المتعلقة بالخالق سبحانه، ومحاولة خلق وسيلة لمناجاة الله، وهي شبيهة بأشعار الغزل الإلهي للحلّاح، وقد مرّ شعر الزهد بمراحل متعددة من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي مروراً بالعصر الإسلامي، وهنا نقدم لكم تعريف الزهد في الشعر.
محتويات
تعريف الزهد والتصوف
يعتبر الزهد في اللغة العربية بأنه القدر اليسير من الشيء، وعندما نقول زهد عن الشيء فهو إعراج عنه وتركه خشية العقاب والحساب أو احتقاراً للشيء، ويكون الشخص الزاهد هو العاكف على العبادة والراغب المنصرف عن الدنيا والمتجه نحو الآخرة، فلا يسعده ملك الدنيا ولا يحزنه افتقاره.
أما الزهد اصطلاحاً فهو الابتعاد عن المعصية، وعن كل أمر يُبعد الإنسان عن الله، مما لا حاجة له، أو تطهير القلب من أجل الإعراض عن أمور الدنيا ومتاعها، ويعتبر الزهد والتصوف مفهوم أكثر شمولاً من الورع والقناعة، وذلك لأنه يشمل كافة المعاني الروحية والأخلاقية والمادية لما يربطهم من رابطة قوية، فلا يكون الزهد في أمور الدنيا مع ممارسة الأمور المحرمة، بل إن الزهد يكون مجتمعاً مع الفكر والروح.
إن تعريف الزهد في الشعر يكون باعتبار شعر الزهد لون من الألوان الأدبية، كما أنه من أنواع الشعر التي ظهرت وتطورت في العهد العباسي، وقد دعت إلى التوجه لله تعالى والإخلاص إليه وترك ملذات الحياة الدنيا، وعلى النقيض فقد ظهر تيار آخر في نفس العصر يدعو إلى الترف والفجور والإقبال على الدنيا والعيش الماجن، وقد برز في شعر الزهد والتصوف كل من الشاعر أبو العتاهية والشاعر صالح بن عبد القدوس.
نمط النص في شعر الزهد
تعريف الزهد في الشعر، إن تعريف الزهد والتصوف في الشعر يكون بمضمون الأشعار التي تدعو إلى التقنين في متاع الحياة الدنيا، والاقتصاد فيها على قدر الحاجة، والتخلي عن أي شيء لا حاجة له أو زائد عن الحاجة، والانصراف إلى الله تعالى طمعاً في الأجر والثواب ولكسب الحياة الخالدة والباقية وهي الحياة الآخرة، وقد تم توظيف نمط النص في شعر الزهد، كما تميز الزهد في الشعر بخصائص تظهر جلية فيه منها : بروز النزعة الدينية بشكل مبالغ فيه، ظهور الاقتباس عن النصوص الدينية، كثرة الأدلة والبراهين، الاعتماد على الترهيب والترغيب بشكل واضح، استخدام كلمات وعبارات بسيطة ولغة سهلة، يغلب عليه طابع الوعظ والنزعة التأملية التصوفية، المبالغة في استخدام المحسنات البديعية اللفظية، والحرص على التذكير بثواب وعقاب الآخرة.