صحة حديث من حلف بالله فصدقوه، الحلف هو توكيد الشيء بذكر معظم بأحد حروف القسم وهي: الباء أو التاء أو الواو، وذلك من خلال إدخال أحد حروف القسم على اسم الجلالة (الله) بصيغة معينة، والحلف لا يجوز في الدين الإسلامي أن يكون لغير الله تعالى، يقول الله تعالى : ( له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم)، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يحلف إلا بالله وأسمائه وصفاته، ويوجد الكثير من الأحاديث الصحيحة المتعلقة التي تؤكد ذلك، ولكن ما صحة حديث من حلف بالله فصدقوه؟
محتويات
صحة حديث من حلف بالله فصدقوه
حديث من حلف بالله فصدقوه هو حديث باطل ولا يصح، وهو حديث منكر، فلا يوجد مسنداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ المذكور ، ولا يوجد له ذكر في كتب الأحاديث، ولكن ورد في بعض الكتب من غير سند ولا مرجع، ولكن جاء الأمر بتصديق كل من يحلف بالله تعالى، وإحسان الظن به، كذلك من حق المسلم على أخيه المسلم “إبرار المُقسم”، أي الإبرار بتصديق المقسم بما أخبر به، قال صاحب المفاتيح في شرح المصابيح: ويحتمل أن يكون معنى (إبرار المقسم): تصديقه، مثل أن يقول أحد: والله فعلت كذا، أو ما فعلت كذا، فيعتقد كونه صادقًا، ولا يقول: إنه حلف كاذبًا.
حديث من حلف بالله فليصدق
حديث من حلف بالله فصدقوه هو باطل، ولا يصح العمل به، ويغني عنه حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :”لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله”، وينهانا هذا الحديث عن الحلف بالآباء ومن سبقهم من الأجداد، وفي الحديث أمران، الأمر الاولى موجه للحالف بأن يكون صادقاً أي (الإخبار بما يطابق الواقع)، والأمر الثاني للمحلوف بأن يصدق ويرضى بما سمعه من الحالف، ولا يجوز للمسلم أن يحلف بغير الله تعالى، فمثلا لا يجوز للمسلم أن يحلف بالكعبة المشرفة، وبالرغم من مكانتها العظيمة، وفضلها الكبير إلا أنه نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الحلف بها، والأدلة الواردة في السنة هي:
- عن قتيبة ان يهودياً أتى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا ان يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت”.
- وعن ابن عباس :”أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله نداً؟، ما شاء الله وحده”.
إلى هنا نكون وصلنا لختام مقالنا، والذي من خلاله قدمنا لكم صحة حديث من حلف بالله فصدقوه، وهو من الأحاديث الباطلة التي لا يصح العمل بها، ويغني عنه حديث “لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق”.