هل المنتحر يخلد في النار، يراود هذا السؤال الكثير من العقول وخاصة في الوقت الذي نسمع فيه عن حالة انتحار، وتتولد تبعاً لهذا الأمر الكثير من التساؤلات التي ترتبط بشكل مباشر بالدين الاسلامي، وهذا الأمر بحد ذاته محور للجدل تبعاً لكثرة الأشخاص الجازمين بالمصير الذي يكون هو نهاية حال المنتحر، حيث يتحدث مثل هؤلاء بجزم كبير في مصائر الناس دون دراية بالدين الاسلامي ولأحكام الشرعية الصحيحة التي يجب عند الحديث أو الجدال في مثل هذه القضايا الاستناد له بشكل مباشر ودون الولوج لأي مناحي أخرى، ولكن هذا الأمر أكبر من أي أحاديث يمكن أن تقال فيه، ولهذا فإن مقالنا سيكون متضمناً الكثير من المحاور التي تجيب عن هل المنتحر يخلد في النار.
محتويات
هل المنتحر يخلد في النار اسلام ويب
كان ديننا الاسلامي دين يسر ولم يكن يوماً معسراً على الناس سواء في أحكامه الشرعية أو نظرته للكثير من الأمور التي تحدث للإنسان في حياته، بل كان محتضناً الانسان المسلم في كل حالاته، فلم يفرض عليه أمر يشق عليه القيام به، بل كان دين لين ويسر ورحمة ورفق، ولهذا فإن أي أمر يرتئي فيه الانسان المسلم حكماً من تلقاء نفسه يجب عليه أن يستشعر رقابة الله ويتحدث والاساس والمركز لحكمه هو الدين الاسلامي، والحديث عن هذا الأمر مرتبط بشكل واضح بقضية مصير المنتحر وهل هو مخلد في النار أم لا، وهذا لأن الكثير من الناس باتوا يحكمون بهذا الأمر ويؤكدون على الحكم الذين يوردونه في كلامهم وبات راسخاً في عقول الكثير انه حقيقي وصحيح ولكن الخطأ الكبير الانجرار خلف الأقاويل دون الرجوع للدين.
هل المنتحر يخلد في النار ابن عثيمين
من المعروف أن قتل النفس محرم شرعاً سواء كان هذا القتل قتل لنفس بغير حق أو قتل الانسان نفسه، ولكن لا يمكن القول بان المنتحر كافر أو مخلد في النار وهذا لأن الشرع الاسلامي لم يُورد اي دليل يؤكد على هذا الأمر ولهذا لا يمكن القول بان المنتحر يخلد في النار وهذا لكونه كافر، كما أن قاتل غيره لم يحكم الله عليه بانه كافر على الرغم من كون القتل محرم شرعاً ولا يمكن الشك في هذا الأمر، وتبعاً للمقارنة بين هذا الأمر وبين مصير المنتحر أكد اهل العلم ان المنتحر ليس كافر ولا يجب القول بانه مخلد في النار لأن الله ورسوله لم يرد عنهم ما يؤكد هذا الأمر ولهذا لا يجب الرضوخ له.
هل المنتحر يخلد في النار، الله فقط هو الذي يدري بمصائر الناس يوم القيامة، ولهذا لا يجوز للمسلمين الحكم على أي مصير اي شخص مهما فعل طالما لم يرد في الشرع دليل يبين مصيره، والمنتحر ليس بكافر ولا يخلد في النار.