من حفر بئر زمزم، ماء زمزم هو ماء مبارك، حيث تفرجت هذه المياه من بئر زمزم بأمر من الله سبحانه وتعالى قبل 5 آلاف عام، وخرجت من باطن الأرض كرامة للنبي إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام، فكان ماء زمزم هو المعجزة الإلهية التي أدت إلى عمار مكة المكرمة بالناس، فأقبل عليها الناس من كل أرجاء الأرض ليسكنوها ويعمروها، فماء زمزم هو طعام طعم، كما أن فيه شفاء للعليل، ولقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع إلى أهمية وفضل ماء زمزم للناس، كما أن التضلع هو أحد السنن النبوية الشريفة التي تطبق أثناء شرب ماء زمزم، وبسبب التوسع الحاصل في الحرم المكي الشريف تم جعل ماء زمزم في بدروم تحت الأرض بهدف توسعه المطاف للمصلين في الحرم المكي، كما تم ضخ ماء زمزم في صنابير تصل إلى خارج الحرم المكي لتيسير وصول المسلمين إليه، وسنتعرف الآن على من حفر بئر زمزم.
محتويات
من أول شخص حفر بئر زمزم
أول خروج لماء زمزم تم عندما ضرب جبريل عليه السلام الأرض في مكة المكرمة برجله فتفجر ماء زمزم من ذلك المكان، وكان هذا الأمر بعد سعي هاجر عليها السلام بين الصفا والمروى بحثاُ عن الماء لها ولرضيعها بعد أن تركهم سيدنا إبراهيم عليه السلام في مكة لوحدهم بأمر من الله عز وجل وحكمة إلاهيه أراد الله سبحانه وتعالى من خلالها أن يجعل هذه البقعة الطاهرة من سطح الأرض مكاناً دينياً يؤمه المسلمين من كل فج وميل، ومع مرور الزمن قامت قبيلة جرهم بطمر بئر زمزم بعد طردها من مكة الكرمة، حيث قام جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحفر بئر زمزم بسبب رؤيا رآها في منامه، والذي كان مطموراً بسبب استخفاف قبيلة جرهم بحرمة مكة المكرمة فطردتهم قبيلة خزاعة منها إثر فعلتهم هذه.
من حفر بئر زمزم؟ إنه عبد المطلب جد رسول الله عليه السلام وذلك حسب الدليل الوارد من السنة النبوية وهو ما روي عن عبد الله بن رزين الغافقي رضي الله عنه بأنه قال: (سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ وهو يُحدِّثُ حديثَ زمزمَ قال: بينا عبدُ المطلبِ نائمٌ في الحِجرِ أُتِيَ فقيل له: احفُرْ بَرَّةً، فقال: وما بَرَّةُ ؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغدُ نام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له: احفِرِ المضنونةَ، قال: وما المضنونةُ ؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغدُ فنام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ طَيْبَةَ، فقال: وما طَيْبَةُ ؟ ثم ذهب عنه، فلما كان الغدُ عاد لمضجعِه فنام فيه فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ زمزمَ، فقال: وما زمزمُ ؟ فقال: لا تُنزَفُ، ولا تُذمُّ. ثم نعت له موضعَها فقام يحفرُ حيثُ نُعِت).