سئل اعرابي من هو الذكي، النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم كما أنه قال عن نفسه عليه الصلاة والسلام: (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد)، ولم يكن هذا القول الصادر عن النبي من باب التفاخر والغرور، بل هو حقيقة راسخة ومعروفة لعدة أسباب، وأولها بأن النبي عليه الصلاة والسلام هو من قبيلة قريش وهي قبيلة عربية ولغتها العربية كانت فصيحة وقوية، كما أن القرآن الكريم نزل بلغة عربية فصيحة على النبي عليه الصلاة والسلام، ناهيك عن نشأته ورضاعته بين الأعراب في البداية في ديار سعد في صغره، فحديث النبي وكل كلامه كان عبارة عن كلام موزون بعيد عن التصنع والتكلف، كيف لا وهو خاتم الأنبياء والمرسلين على هذه الأرض ورسالته الإسلامية مازالت محفورة في قلوب المسلمين إلى يومنا هذا، وسنتعرف هنا على سئل اعرابي من هو الذكي.
محتويات
سئل أعرابي من العاقل
من أبلغ اللغات الموجودة على هذه الأرض هي اللغة العربية، فهي اللغة التي نزل بها آخر الكتب السماوية وهو القرآن الكريم، وبها كانت خاتمة الرسالات السماوية، فالعرب وغير العرب من المسلمون يحتاجون لتعلم اللغة العربية من أجل أداء العبادات كالصلاة وقراءة القرآن الكريم وغيرها، وتجدر الإشارة هنا إلى أن العرب تميزوا بالفصاحة والبلاغة حتى قبل مجيء الدين الإسلامي، فالقبائل العربية المتواجدة في شبه الجزيرة العربية في عصر الجاهلية تمتعت بلغتها العربية الفصيحة النقية، وكان منهم أفضل الشعراء الذي خطوا أشعارهم باللغة العربية البليغة، فكتبوا حتى الأشعار الطويلة والتي كانت تسمى المعلقات.
اشتهر العرب بالفصاحة والبلاغة اللغوية، فكانت الحكم والمآثر التي تكتب باللغة العربية بليغة وذات معاني عميقة، كما أنها تتمتع بال‘يجاز مع التوضيح، ومن تلك الحكم المعروفة هي: ( سئل اعرابي من هو الذكي؟ فقال: هو الفطِن المتغافل، الذي يرى الأخطاء، ولا يراها، ويرى حاسده، ولا يهتم، ويرى عدوه، ولا يلتفت، ويرى الفتنة، فلا ينظر، ومبتعد عن القيل والقال فيبيت وقلبه نقي، ونفسه راضية، فلا تعب، ولا فكر، ولا كدر، ولا هم )، وهنا نرى بأن الأعرابي قد أوجز ووصف وشرح بتعمق بأبسط كلمات اللغة العربية مما يدل على فصاحته وبلاغته في اللغة العربية.