الرضاع الذي يقتضي التحريم يكون قبل تمام، في الدين الإسلامي تم وضع التشريعات الإسلامية التي تقيد العلاقات بين أفراد المجتمع الإسلامي وتبين كيف تكون بعض علاقات الزواج محللة وبعضها الآخر محرمة، حيث أنه لا يجوز للمسلم أن يعقد قرانه على النساء المحرمات عليه من أخوات وأمهات وخالات وعمات وغيرهن، فهذا ما يطلق عليه زواج المحارم وهو إثم عظيم في حق المسلم وفي حق الأنساب بشكل عام، لأن لتحريم هذا الزواج حكمة إلاهية وهي عدم اختلاط الأنساب، كما أن الدين الإسلامي حدد الروابط التي تربط المسلمين عبر الرضاعة، فيمكن أن يرضع أحد الأشخاص بعدد معين من الرضعات التي تجعل منه على علاقة بعائلة المرأة التي أرضعته وتضعه في مرتبة الأخ والأبن لتلك العائلة، وهو الأمر الذي سنتطرق لتفاصيله في سطورنا حول الرضاع الذي يقتضي التحريم يكون قبل تمام.
محتويات
عدد الرضعات التي يثبت بها التحريم
الرضاع الذي يقتضي التحريم يكون قبل تمام الحولين على أن يكون الطفل قد رضع خمس رضعات كاملات من المرضعة، بحيث تكون كل رضعة من الرضعات الخمسة مستقلة عن الرضعات الأخرى، والدليل الشرعي هو قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك)، كما أنه قد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله لسلة بنت سهيل : (أرضعي سالمًا خمس رضعات تحرمي عليه)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرضاعة التي يثبت فيها التحريم هي الرضعات التي يقطر فيها الحليب ويدخل إلى جوف الرضيع، ولكن سوى ذلك لا يحتسب رضعات، فيجب أن يرضع الطفل في كل رضعة من الحليب ما يرويه ويشبعه.
يمكن أن تكون الرضعات التي توقع التحريم إما في مجلس واحد بحيث تكون متقطعة يفصل بينها وقت معين كنقل الطفل من ثدي إلى آخر، أو أن تكون منفصلة لعدة أيام بشرط أن تكون مشبعة، والرضاع الذي يقتضي التحريم يكون قبل تمام الطفل عمر الحولين، فبعدها لا يحتسب الأمر من الرضاعة والله تعالى أعلى وأعلم.