من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس، القرآن الكريم يحتوي على العديد من القصص التي فيها العبر المهمة لحياة المسلمين، فلقد شمل القرآن الكريم على قصص الأقوام الغابرة مع الأنبياء والمنزلين، وكيف رفضوا رسالات ربهم السماوية وكفروا وعصوا الأوامر الإلاهية بالتوحيد والعبادة لله وحده عز وجل، فاستحقوا بعدها العذاب الشديد في الدنيا ولهم سوء العاقبة في الدار الآخرة، كما أن آيات القرآن الكريم كما شملت على آيات التهديد والوعيد للمشركين اشتملت على آيات الترغيب بالجنة وبأجر المتقين، فتحدثت عن حياة الصالحين الذين أطاعوا الله عز وجل والرسل وعبدوا الله حق عبادته فكان لهم العيش الرغيد في الدنيا ونيل رضا الله عز وجل عنهم ودخول الجنة في الدار الآخرة، كما أشار القرآن الكريم في آيات كثيرة إلى حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الصحابة وفصلها للناس من بعده لاستخلاص العبر والدروس منها، فالرسول عليه الصلاة والسلام هو الأسوة الحسنة للمسلمين من بعده، ومن تلك القصص هي قصة الرجل الأعمى الذي نزلت فيه سورة عبس، وسنعرف هنا من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس.
محتويات
الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس
من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس؟ هو عبد الله بن أم مكتوم، وأم مكتوم هي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن مخزوم، وهو ابن خال أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أولى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد نزلت في عبد الله بم أم مكتوم آيات سورة عبس، حيث جاء عبدالله وهو رجل ضرير ومسكين إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم طالباً من الهداية وبأن يدله إلى طريق الإسلام، إلا أن النبي أعرض عنه لانشغاله في دعوة سادة وقادة قريش للدخول في الإسلام.
إن الله سبحانه وتعالى يعلم بأن نبيه لم يعرض عن الرجل الأعمى تكبراً وجحوداً، بل لأنه كان يهتم بأن يعز الإسلام ويقويه بإسلام أعلام قريش وسادتها، فلم ينتبه لهذا الرجل الضرير، وهنا عاتب الله عز وجل نبيه في آيات سورة عبس ووضح له بأن هذا الرجل الضرير هو أعظم مكانة عند الله من سادة قريش وكبارها، وهنا شعر نبي الرحمة بإساءته للصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم وصحح خطأه ودخل في الإسلام وعلمه كافة تعاليم الدين الإسلامي.