ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية، القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي يخاطب به العباد وذوي الفطرة السليمة، فالله سبحانه وتعالى خبير بالنفس البشرية التي خلقها وجعلها مختلفة من شخص إلى آخر، فالإيمان هو أمر تدركه القلوب والعقول كذلك، فقد يسمع شخصان مختلفان آيات القرآن الكريم، ولكن طريقة تلقي الشخص وفهمه لتلك الآيات هي قضية جوهرية تؤثر فيها فطرة الإنسان بشكل مباشر، فلو كان الإنسان ذو فطرة سليمة فإنه سيفهم القصد من الآيات ويتعظ ويزداد الإيمان بالله عز وجل، بينما لو كان ذو فطرة مشوهة فإنه سوف يجحد بآيات الله عز وجل ويكفر بها وسوف يستمر في ضلاله وضياعه وعصيانه، فالمعاني التي تفهمها الفطرة السليمة لا تدركها عقول الدارسين والفاهمين، فتلين لها القلوب وتذرف لها العيون، وسنتعرف هنا على ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية.
محتويات
ما هي طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية
يتميز الخطاب في القرآن الكريم بأنه موجه إلى كافة الأشخاص سواء كانوا أغنياء أو فقراء، كبيراً أو صغيراً، والأمي والمتعلم، فخطاب القرآن الكريم يأتي بلهجة واحدة لجميع مجامع القلوب المختلفة، لذلك الفطرة السليمة لن تصاب بالدهشة من الخطاب القرآني الموجه لها، فهي تستمع لكافة الكلام الموجه في القرآن الكريم وتختار الأمور الفضيلة منها وتتجنب القبيحة وتمتثل لأوامر المولى عز وجل، لأنها فطرة تمتلك عقول مستعدة للتفكير والتحليل المنطقي ضمن ضوابط الخشية من الله عز وجل وتعرف جيداً حدودها مع خالها عز وجل، ولكن في حال تشوه هذه الفطرة وتواجد الغشاوة عليها حتى تصبح فطرة ملوثة، فإن كلام القرآن الكريم والخطاب فيه لن يؤثر في هذه الفطرة المشوهة، بل إنهم سوف يزدادوا عناداً وكفراً وجحوداً وبعداً عن الله عز وجل، فالقلوب هي أوعية الفطرة، فإن كان الوعاء ملوث فسد الزرع وإن كان الوعاء سليم سلم الزرع.
ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية؟ الخطاب في القرآن الكريم موجه لاستثارة الفطرة السليمة، حيث يقوم الخطاب على أساس تذكير الفطرة بخالقها، وذلك لأنها فطرة مهيأة للهداية وتلقي تشريعات الدين الإسلامي، فهي فطرة ليست بعيدة عن البديهيات وعقولها مدركة لكلام الله عز وجل في القرآن الكريم، وبالتالي فإنها تتقبل الحقائق التي يقوم القرآن الكريم بتأكيدها، كما أن الفطرة السليمة لا يمكن أن تشك في وجود الله عز وجل، وبالتالي فإن آيات القرآن الكريم تحث الفطرة على استعمال العقل بطريقة سليمة والتفكير السليم في الحقائق المعروضة أمامها، وهو على نقيض عقول المشركين الضعيفة.