معنى القائم على حدود الله، لله سبحانه وتعالى حدود وجب أن لا نقترب منها، فحدود الله هي مجموعة جميع الأفعال والأعمال التي يرتكبها المرء والتي يوجب عليها الحد ولعل من بينها قطع الطَّريق، والسَّرقة، والزِّنا، والقذَّف، وشُرب الخمر، والبغي، فارتكاب مثل هذه الأفعال يوجب العقوبة، ولقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي وضح من خلالها النبي صل الله عليه وسلم ما يتعلق بحدود الله، فما شرح حديث مثل القائم على حدود الله، وما معنى القائم على حدود الله.
محتويات
معنى القائم على حدود الله
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)، ومن خلال شرح الحديث النبوي الشريف نتمكن من التعرف على معنى القائم على حدود الله، ومن هنا نوضح لكم الإجابة على السؤال وهي:
- سؤال/ معنى القائم على حدود الله
- الإجابة/ الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر.
شرح حديث مثل القائم على حدود الله
من خلال الحديث النبوي الشريف فلقد صنف النبي صل الله عليه وسلم الناس إلى ثلاثة أقسام وهم : الصنف الأول وهو المستقيم على حدود الله ولم يتجاوزها، الصنف الثاني التارك للمعروف المرتكب للمنكر، الصنف الثالث من الناس المتباطئ عن دفع المنكر والنهي عنه، فلقد شبه حال هؤلاء الأصناف الثلاثة بحال ركاب السفينة الذي أخذ كل منهم مكانه عليها بالقرعة، فكان من في الأسفل يرغبون في التوجه لأعلى السفينة للحصول على الماء ومن وجهة نظر هذا الصنف أن التصرف بها السلوك فيه ضرر للناس لذلك قرروا فتح فتحة تمكنهم من أخذ حاجتهم من الماء دون أن يتم إيذاء من حولهم من الناس ففي حال تركوهم وما أرادوا سيتم إلحاق الضرر بمن في الأعلى و الأسفل كون أـن خرق السفينة سيؤدي إلى غرقها ومن فيها.
وهنا دلالة واضحة على أن الناس ينجون في حال منعوا الفاسق عن فسقه، وفي حال تركهم له بذنوبه وما يفعل من المعاصي دون رادع نزل عليهم الهلاك وهلكوا أجمعين، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَاتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً} وهذا ما تم تأكيده من حديث النبي صل الله عليه وسلم حيث قال “أنهلك وفينا الصالحون؟” قال: (نعم..إذا كثُر الخبث)، كما ويوضح الحديث سنة من سنن الله تعالى وهي تكافل الأمة وتضامنها وتعاونها مع بعضها البعض في الخير والصلاح، ومجاولة القضاء على الفسق والباطل وردعه وردع مرتكبيه.