ما المقصود بالشذوذ في الحديث، تعد السنة النبوية بياناً للقرآن الكريم، ولقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يتضمن حفظ السنة النبوية له قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، ولما كانت للسنة النبوية من المنزلة العظيمة فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفظها، وتبليغها للناس، فقد قال عليه السلام لوفد عبد القيس (أحفظوهن وأخبروهن بهن من وراءكم)، لذلك تم تدوين السنة النبوية، وكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ظهرت بعض الأحاديث الشاذة التي اختلاف عليها الرواة، وفي هذا المقال سنتعرف على ما المقصود بالشذوذ في الحديث.
محتويات
ما المقصود بالشذوذ في الحديث
الحديث الشاذ هو الحديث الذي يتم روايته على لسان الرواة الثقة، ولكن يخالف فيه الرواة الثقات، وجاء على لسان الشافعي فيما يتعلق بالمقصود بالشذوذ في الحديث هو” أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس وليس من ذلك أن يروي ما لم يرو غيره”، ويمكن أن يكون الشذود في الحديث من ناحية لفظ الحديث، أو في سنده، أو في كلاهما.
حجية الحديث الشاذ
يوجد خلاف كبير بين الرواة حول الحديث الشاذ، ولطالما كان الحديث الشاذ موضع دراسة واختلاف بين علماء الحديث في حجيته، وخلاصة القول أن معظم علماء الحديث قالوا أنه يجب رد الحديث الشاذ وعدم العمل به، خاصة إذا كان شذوذ الحديث متعلق بمصدر فيه نقد أو غير ثقة، ويؤخذ بمن هو أجدر منه من الأحاديث.
مثال على الحديث الشاذ
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:(إذا وقعت الفأرة في السَّمن ، فإن كان جامداً فألقوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوها)، هذا الحديث من الأحاديث الشاذة من ناحية السند واللفظ، وشذوذ سنده بسبب معمر بن راشد، والذي يعتبر من أهل الثقة لكنه برواية الحديث عن الزهري خالف غيره من الرواة، فلقد رواه معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، أما الرواة البقية فقد رووه عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس عن ميمونة.
وأما شذوذه لفظا فنجد أن في الحديث جاء تفصيل بين السمن الجامد والمائع، لكن باقي الرواة لم يقوموا بتفصيل ما جاء به معمر، ورووه بلفظ: انزعوه وما حوله فاطرحوه، وفي هذا ليس فيه التفصيل الذي في رواية معمر.