هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم، يعتبر تأدية شعائر العمرة سنة عن النبي محمد، لكن تأدية مناسك الحج هو فرض على كل قادر بالغ عاقل مستطيع، أي أن أداء فريضة الحج واجب على من يستطيع، وتشمل الاستطاعة القدرة المالية والقدرة الجسدية على تحمل مشاق السفر وتأدية شعائر ومناسك الحج، وهناك قدرة أو استطاعة متعلقة بالمرأة وهي وجود محرم لها كشرط من شروط صحة الحج، وقد ظهرت بعض الاتجاهات والأحكام الفقهية التي تبيح للمرأة العمرة والحج بدون محرم على أن تكون مع عصبة النساء، في هذا المقال نقدم لكم حكماً شرعياً يتمثل في هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم.
محتويات
هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم إسلام ويب
لقد أجازت بعض المذاهب الفقهية الإسلامية وفي مقدمتها المذهب الشافعي والمالكي للمرأة السفر العمرة بدون محرم، وذلك طالما كان الأمن متحقق خلال فترة السفر والإقامة والعودة، وهذا ما أجمع عليه جمهور الفقهاء وذلك استناداً لحديث النبي قوله لعدى بن حاتم رضي الله عنه: «فوالذى نَفسِى بيَدِه لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى تَخرُجَ الظَّعِينةُ مِن الحِيرةِ حتى تَطُوفَ بالبَيتِ في غَيرِ جِوارِ أَحَدٍ» رواه أحمد، يُذكر أن أمهات المؤمنين زوجات النبي -عليه السلام- خرجن في عهد عمر بن الخطاب مع عثمان بن عفان بدون محرم، وبذلك فإن الإجابة على سؤال هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم ؟ تكون نعم يجوز في ظل رفقة آمنة.
حكم العمرة بدون محرم لابن باز
لا يختلف المسلمون على مشروعية العمرة وفضلها، بل إن الاختلاف يكون حول وجوبها، ففي حين اعتبر البعض حكم العمرة واجب اعتبرها آخرون سنة مندوبة، أما حكم العمرة بدون محرم فقد أكد غالبية العلماء على أنه لا يجوز سفر المرأة للعمرة إلا بوجود محرم، فقد جاء على لسان سماحة الشيخ محمد أحمد حسين قوله : “إنّ الأصل ألّا تسافر المرأة إلّا مع ذي محرم؛ لقوله، صلّى الله عليه وسلّم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» [صحيح مسلم، كتاب الحجّ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره].
هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم، وقد اختلف الفقهاء حول حكم العمرة بدون محرم للمرأة، ففي مسند أحمد ووفق مذهب أبوحنيفة إلى تحريم سفر المرأة بدون محرم وذلك لعموم الأدلة التي تمنع ذلك، بينما ذهب الشافعي والمالكي نحو جواز ذلك في حال أمنت الفتنة ووجدت الصحبة الصالحة من النساء المأمونات، وقد استدلوا على ذلك مما جاء في رواية عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن النبي قال : «يَا عَدِيُّ؛ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟»، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ- أي المسافرة- تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ».