السواحل التي ظهرت فيها الخبرات الفينيقية في مجال الملاحة البحرية من الاقدم الى الاحدث، كان الفينيقيون البحارة العظماء في العالم القديم، وتم تنظيم عالمهم البحري في دول ومدن مماثلة لليونانيين، ومن المهم أن نفهم أنه لم تكن هناك أبدًا دولة أو إمبراطورية تسمى (فينيقيا)، ولكن قد يكون أصل الاسم التاريخي لهذه الثقافة السامية الكنعانية من الكلمة اليونانية القديمة (Phoiníkē) التي تعني (الأرض الأرجوانية)، وذلك لأن الفينيقيين اشتهروا في عصرهم بصبغتهم الأرجوانية الداكنة، السواحل التي ظهرت فيها الخبرات الفينيقية في مجال الملاحة البحرية من الاقدم الى الاحدث.
محتويات
السواحل التي ظهرت فيها الخبرات الفينيقية في مجال الملاحة البحرية
السواحل التي ظهرت فيها الخبرات الفينيقية في مجال الملاحة البحرية من الاقدم الى الاحدث هي السواحل الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، حيث نشأت الثقافة الفينيقية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في بلاد الشام، من جنوب سوريا ولبنان وشمال فلسطين، وفي الألفية الثانية قبل الميلاد، وعلى الرغم من أن هذه المنطقة قد استقرت منذ العصر الحجري الحديث، أسس الفينيقيون دول المدن الساحلية في جبيل وصيدا وصور وهي مدن كنعان القديمة، وعلى مر القرون، انتشر التجار والمستكشفون من دول المدن هذه عبر البحر الأبيض المتوسط، وربما حتى وصلوا إلى الجزر البريطانية لإعادة القصدير، وهو عنصر نادر في البحر الأبيض المتوسط ولكنه عنصر مهم جداً، إلى جانب النحاس الذي كانوا يحصلون عليه من جزيرة قبرص حيث كان للفينيقيون موطئ قدم أيضًا، وكانوا يستخدمونه لصنع البرونز.
حدثت ذروة الحضارة الفينيقية في القرون التي أعقبت انهيار العصر البرونزي المتأخر عام 1200 قبل الميلاد، وحدث ذلك بسبب شعوب البحر، وعندما استغلت دول المدن الشامية فراغ السلطة الناجم عن السقوط المفاجئ للعديد من الحضارات الكبرى، بما في ذلك الميسينيين ومملكة أوغاريت والمصريين والحثيين، أسست حينها اثنتان من أكثر القلاع الفينيقية هيمنة وتأثيراً والتي صعدت إلى السلطة بعد 1200 قبل الميلاد هما صيدا وصور، ولكن أعظم دول المدن الفينيقية كانت مدينة قرطاج في شمال إفريقيا، ووفقًا للتاريخ فقد تم تأسيسها في عام 813 قبل الميلاد من قبل الملكة ديدو.