هل الشذوذ ابتلاء من الله، يعتبر الابتلاء سنة من سنن الله في هذه الحياة، فدار الدنيا دار ابتلاء يتقلب فيها الناس، منهم المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، بين السراء والضراء، والشدة والرخاء، ولا تخلو الحياة من نوائب وفتن وابتلاءات، قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، والله تعالى يبتلي المسلم بالخير وضده، لكي يختبر صبره ويستخلص إيمانه، ويظهر توكله على ربه وحسن ظنه به، وليجازي مثوبته ويعطي درجته، ويوجد الكثير من الابتلاءات في الدنيا، ولكن هل الشذوذ ابتلاء من الله؟
محتويات
هل الشذوذ ابتلاء من الله
الشذوذ الجنسي هو مرض نفسي وعضوي، وهو ابتلاء من الله تعالى، لكي يسعى الإنسان للعلاج منه والتوبة منه، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء”، وحياة المسلم كلها ابتلاء، يقول المولى عزوجل: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور)، والشذوذ هو مرض يبتلي الله تعالى به المسلم، لذلك يجب على المسلم أن يعالج نفسه من هذا المرض، وأن يعرف أسباب هذا المرض، ويبتعد عن كل ما حرمه الله تعالى ونبذ منه.
أسباب الشذوذ الجنسي
التعرف على أسباب الشذوذ الجنسي هو شيء ضروري لدى المسلم، فمن خلال التعرف على السبب، يستطيع المريض التعامل مع مرضه ومعالجته بالطرق الممكنة، إلى أن يرفع الله تعالى عنه المرض تماماً، ويمكن أن ينتج الشذوذ الجنسي للأسباب التالية:
- الابتلاء بنزغ من الشيطان، يقول المولى عزوجل: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه سميعٌ عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائفٌ من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصرون).
- أو بسبب ذنب أصاب المؤمن: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير.
- أو نتيجة لبسخرية من مبتلى، ولقد حذرنا الله تعالى من ذلك في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساء..) الآية.
- أو بسبب مظلمة ففي الصحيح “اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.
- أو بسبب زلة نفس (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم رلبي إن ربي غفورٌ رحيم).
- أو اتباع هوى، يقول الله تعالى: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى).
- أو بسبب إشاعة المفاسد بين الناس، يقول الله تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
ومن الأسباب ما جاء في السنة النبوية عن علي رضي الله عنه قال: “من أمكن من نفسه طائعاً حتى يُنكح ألقى الله عليه شهوة النساء وجعله شيطاناً رجيماً”، فالمسلم يتعود على هذه المعصية، ويتأنس بها، ثم يأتلف معها، ويصبح محباً لها، ثم يصبح الأمر ابتلاء به، ثم مرض، والذي يلحقه عدة أمراض، ومن هنا جاء أن الشذوذ هو ابتلاء من الله تعالى، ويظهر مدى الترابط بين المرض والابتلاء.