صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات، كانت الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، فلقد اختصهم الله عز وجل بالعديد من المميزات التي أهلتهم لقيادة العالم، وكان أول تلك المميزات هي نشأت هذه الدولة الإسلامية على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة لتنطلق منها إلى كافة أرجاء المعمورة، فكان المسلمون الأوائل وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم قريبين من النبي عليه الصلاة والسلام، ولقد نهلوا منه تعاليم دينهم وتشريعاته، فنشأت حينها دولة إسلامية قوية الأركان، وبدؤوا في توسيع رقعتها شرقاً وغرباً، واختلطوا بالعديد من الشعوب الأخرى، ولكن هل بقي حال المسلمون كما كانوا في يومنا هذا؟ هو تساؤل سنجيب عنه في سياق مقالنا حول صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات
محتويات
يأتي زمان على أمتي
يتساءل المسلمون حول صحة الحديث الشريف الذي يقال بأنه جاء على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
(يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر مَنْ تحت أديم السماء، مِنْ عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود)، وذلك بعد أن رأى المسلمون تراجع الأمة الإسلامية التي كانت مجد الحضارات وقوتها في سابق عهدها، فهل هم فعلاً في آخر الزمان الذي يتحدث الحديث السابق عنه؟ وهل هم في ضعف أم أن وراء هذا الضعف قوة خفية يؤجلها الله عز وجل إلى أجل مسمى لحكمة إلاهيه لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، ولكن الأمر المحتوم لدينا هو أن الأمة الإسلامية الآن هي في تراجع مستمر، من ناحية القوة والتمسك بالدين والتطور الحضاري وغيرها.
صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات
سأل الفقيه والعلامة الشيخ ابن باز حول صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات فأجاب حول هذا الموضوع بأنه لا يعلم مدى صحة الحديث من عدمه، ولكنه قال بأنه مروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حول أحداث آخر الزمان وهو الأمر الذي قد يجعل منه صحيحاً إلى حد ما، وأشار الحديث إلى عدة أمور قد تحدث في آخر الزمان ومنها هجران المسلمين للقرآن الكريم فيبقى كالرسم، والإسلام يصبح غريباً في ملامحة ولا يشبه إسلام المسلمين الأوائل، وباقي الأمور التي تطرق لها الحديث والتي هي من أشراط آخر الزمان التي جاءت على لسان علي بن أب طالب كرم الله وجهه، والله تعالى أعلى وأعلم.
أشار الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إلى أن حال المسلمين في آخر الزمان وبناءً على ما جاء في قول الحديث السابق ذكره سوف يشهد تراجعاً في العلم ويخوض المسلمون في براثن الجهل تباعاً إلا قلة قليلة ممن أكرمهم الله عز وجل بالعلم والتمسك في الدين، فهم يوم إذ كالقابض على الجمر وكالذي يسير في عكس الطريق، فلا يغرن المسلمون حينها قلة السالكين لطريقهم ووحشة الطريق.