لن يشاد الدين احد الا غلبه تعني

لن يشاد الدين احد الا غلبه تعني، إن الأحاديث النبوية الشريفة هي كلام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي ورد على لسانه ورواه الصحابة عنه، وكانت هذه الأحاديث إما رداً على أسئلة المسلمين واستفساراتهم عن أمور الدين والدنيا، أو توضيحاً لموقف حدث أمام النبي أو تفسيراً لآيات القرآن الكريم وأحكامه وتشريعاته، فقد جاءت السنة النبوية الشريفة مفسرة ومبينة وشارحة لآيات وأحكام القرآن الكريم، وتعتبر الأحاديث الشريفة هي السنة القولية الواردة عن النبي محمد، وفي هذا المقال سنوضح شرح واحد من الأحاديث النبوية، لن يشاد الدين احد الا غلبه تعني.

لن يشاد الدين احد الا غلبه وضح ما يرشد إليه الحديث

لن يشاد الدين احد الا غلبه وضح ما يرشد إليه الحديث
لن يشاد الدين احد الا غلبه وضح ما يرشد إليه الحديث

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) رواه البخار ومسلم، لقد نهى النبي -عليه السلام- في هذا الحديث عن التشديد في الدين، بأن يقوم الإنسان بتحميل نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة، إن هذا هو المقصود من قول النبي : “لن يشاد الدين احد إلا غلبه” أي أن الدين لا يكون بالمغالبة، فمن شاد الدين أي تشدد في الدين والعبادات والطاعات غلبه وقطعه.

  • لن يشاد الدين احد الا غلبه تعني : تحذير النبي من زيادة الغلو والمبالغة في العبادات.

إن الحديث النبوي الشريف السابق فيه تبيان ودلالة على رحمة الله تعالى، وتوضيح للقواعد التي يقوم عليها الإسلام وفي مقدمتها التيسير والتسهيل الشامل في الشريعة الإسلامية وأداء الطاعات والعبادات، كما فيه تبشير بالخير والوصية الجامعة، وقد قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله : ” والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب.” بينما كان قول ابن المنير : “أن في هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع.”

إن المراد من الحديث ليس منع طلب الأكمل في العبادة بل المراد منع المبالغة والإفراط الذي قد يسبب الملل والانقطاع، أو المغالاة في التطوع الذي يسبب ترك الأفضل أو الهجر، إن تأدية العبادة على أكمل وجه هو من الأمور المحمودة، لكن النهي جاء عن المغالاة في العبادة والتطوع مما قد يكون سبباً في إخراج الفرض عن وقت كم يصلي الليل كله ويغلبه النوم فنام عن تأدية صلاة الفجر في جماعة أو خرج الوقت وطلعت عليه الشمس دون أن يصلي الفجر في وقته.

لن يشاد الدين احد الا غلبه تعني تجنب المبالغة والتشدد في تأدية العبادات والتطوع وصلوات النوافل حتى لا تنقطع وتترك وقد تكون سبباً في ترك الفرائض أو التأخر عن تأديتها.

Scroll to Top