من جهود العلماء في تدقيق المتن، تعتبر السنة النبوية حجة شرعية مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، فقد جاءت مفسرة وشارحة لأحكام وآيات القرآن الكريم، لذا يعتبر القرآن الكريم أول مصادر التشريع، بينما تأتي السنة في المرتبة الثانية من مصادر التشريع، لذا حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- على جمع الأحاديث النبوية الشريفة بعد جمع القرآن الكريم وذلك لحفظ السنة النبوية من الضيع أو التحريف أو الكذب على الرسول، وقد جُمعت في بادئ الأمر مع أقوال الصحابة والتابعين، وبعد ذلك تم تجريدها كي لا تختلط بكلام النبي وبذلك ظهر علم الجرح والتعديل، وفي سياق دراسة جهود العلماء في حفظ السنة من مبحث التربية الإسلامية المقرر للصف العاشر الفصل الثالث يطرح كتاب الطالب سؤال من جهود العلماء في تدقيق المتن.
محتويات
من اهتمام العلماء في تدقيق المتن
لقد حرص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على ترغيب المسلمين في حفظ سنته فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- ” يقول نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه کما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع” ( سنن الترمذي) وبهذا يشير الحديث الشريف إلى دعاء النبي لمن يحمل أمانة الحفظ وتبليغ السنة النبوية كما سمعها بأن ينضر الله وجهه.
لقد أولى علماء المسلمين السنة النبوية اهتماماً عظيماً ومن ذلك أن قاموا بتدقيق المتن وتحري الإسناد وتدوين الأحاديث النبوية الشريفة، ومن جهود العلماء في تدقيق المتن ما يلي :
- وضع قواعد منهجية لدراسة المتن والحكم بالقبول أو الرد.
- تمييز الناسخ والمنسوخ من الأحاديث.
- العمل على دراسة متون الأحاديث لاستنباط الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية.
- توضيح المشكل من الحديث الذي يصعب فهمه على العامة وقد ألفت كتب غريب ألفاظ الحديث ومشكله.
من جهود العلماء في تدقيق المتن، إن المتن يقصد به نص الحديث النبوي الشريف، أي الكلام الذي ورد عن النبي محمد -عليه السلام- بينما إسناد الحديث يكون سلسلة الرواة الذين قاموا برواية الحديث عن النبي أحدهم عن الآخر حتى وصل إلينا، وقد ظهر علم الجرح والتعديل في رواة الأحاديث وسيرتهم وذلك للتحقق من صحة الأحاديث المنقولة عن النبي.