من القائل : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي، يعد المتنبي واحد من شعراء العرب، فلم يتميز بكتابته للشعر والأدب فحسب بل كان طموحاً شجاعاً صاحب كبرياء وكرامة، عدا عن حبه للمغامرات، وقد كان يعتز في أشعاره بالعروبة ولم تخلُ أشعاره من الفخر بالنفس، كانت أشعاره وكتاباته في وصف المعارك وفلسفة الحياة والحكمة، حيث تميزت كتاباته بصياغتها المحكمة القوية، وقد تميز المتنبي بكونه صاحب الحكم البالغة والأمثال السائرة والمعاني الجديدة والمبتكرة، كما أبدع في كتابة الأشعار ما جعله مفخرة للأدب العربي، وفي هذا السياق نقدم لكم حل لغز من القائل : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي.
محتويات
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
يعتبر الشاعر أبو الطيب المتنبي هو القائل : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي، إنه أحمد بن الحسين بن الحسن المذحجي، يُنسب المتنبي إلى قبيلة مذحج، كان ميلاده في مدينة الكوفة، عاش أفضل أيام حياته في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، وقد تميز المتنبي بأنه من أعظم شعراء العرب، عدا عن تمكنه الشديد من اللغة العربية والعلم بقواعدها ومفرداتها، كما حظي بمكانة سامية لم يحظى بها غيره من شعراء العرب.
جاء في وصف المتنبي بأنه أعجوبة العصر ونادرة الزمن، حيث مازالت أشعاره مصدر إلهام ووحي للأدباء والشعراء حتى يومنا هذا، اشتهر بالذكاء الحاد والاجتهاد ما ساعد على ظهور الموهبة الشعرية لديه في وقت مبكر، فقد نظم أول أشعاره في سن التاسعة من عمره.
قصة أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
إن قصة أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم، ومناسبة كتابة هذه الأبيات الشعرية جاء بعد مشاجرة وقعت بين المتنبي وابن خاليه أثناء وجودهما في بلاط الأمير سيف الدولة، ولم يُنصف سيف الدولة المتنبي ما جعله يشعر بخيبة أمل وترك حلب متجهاً نحو مصر، وتنقل من مكان لآخر وخلال مروره بالكوفة مع ابنه قابله مجموعة من قطاع الطرق بزعامة فاتك بن أبي جهل، فأخذ المتنبي يردد هذه الأبيات الشعرية في عزة نفس وكبرياء :
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي …….. وأسمعت كلماتي من به صمم
- كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا فيعجزكم …………ويكره المجد ما تأتون والكرم
- ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ……أنا الثّريا وذان الشيب والهرم
- وإذا أتــــتك مذمتي من نـــــاقصٍ ………….فهي الشــــهادةُ لي بأني كامــلُ
- أنام ملء جفونــــي عن شواردها …………..ويسهرُ الخلقُ جراها ويختصـم
- غيري بأكثر هذا الناسِ ينخــــدعُ …………..إن قاتلوا جبنوا أو حدثّوا شجعوا
- ولا الجمع بين الماء والنار في يدي ……..بأصعب من أن أجمع الجدَّ والفهما
- وإني لمن قومٍ كأنّ نفوســـــــــَهم …………..بها أنفٌ أن تسكنَ اللحم والعظما
- عدوك مذمـــــــــومٌ بكل لســــانِ ………….وإن كان من أعدائـِـــك القمـــران
- ولله ســـــــرٌّ في عــُـــلاك وإنما …………..كلام العِـدا ضربٌ من الهذيـــــان
- على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ …………وتأتي على قدرِ الكرامِ المكـــــارمُ
- وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارها ……….وتصغر في عينِ العــــظيمِ العظائمُ
- لعل عتبَك محـــــــــــمودٌ عواقبه …………فربّما صحّت الأجســــــــامُ بالعللِ”
من القائل : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي، إنها للشاعر أبو الطيب المتنبي، وقد كانت هذه الأبيات سبب في مقتل المتنبي، وقِيل أن سبب تسميته بهذا الاسم أنه ادّعى النبوة حينما كان صبياً وقد ابتعه بعض الناس، ثم عاد إلى رشده لذا أُطلق عليه لقب المتنبي.