هل الضريبة حرام إسلام ويب، إن الضرائب التي تفرضها الحكومات والدول بالصفة التي هي عليها في العصر الحاضر لم تكن موجودة في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كما لم تظهر في عهد الخلفاء الراشدين، لكن قد فرض الله تعالى الزكاة على المسلمين، وحدد نصاب الزكاة وقدرها في كافة أنواع الأملاك والأموال والزرع والثمار والماشية والأنعام والذهب والفضة وغير ذلك، كما بيّن الإسلام مصارف الزكاة وصور إنفاقها على أوجهها المشروعة، أما حول حكم الضرائب في العصر الحالي سنوضح في المقال من خلال الإجابة على سؤال هل الضريبة حرام إسلام ويب.
محتويات
حكم فرض الضريبة في الفقه الإسلامي
إن الضرائب تكون مقدار محدد من المال تقوم الدولة بفرضه في أموال المواطنين دون أن يتم الحصول على نفع خاص مقابل ذلك، حيث تفرض الدولة ضرائب على الأملاك أو العمل أو الدخل وذلك مقابل خدمات يحظى بها المواطن أو لقاء التزامات تقوم بها الدولة لصالح العامة، وتتفاوت الضرائب بتفاوت الأحوال والقوانين.
وحول حكم فريضة الضريبة في الفقه الإسلامي ومشروعية فرض الضرائب في الإسلام، فإنه يجوز لولي الأمر أن يقوم بفرض ضرائب تكون عادلة في التقدير وفي الجباية إلى جانب الزكاة، وذلك من أجل تغطية النفقات العامة، وتغطية كافة الحاجات الضرورية للأمة، باعتبار أنه قائم على مصالح الأمة، لكن يجب على ولي الأمر مراعاة عدم رفع الأعباء وإثقال كاهل محدودي الدخل لما في ذلك سبيلاً لفقرهم، وأن يتم تحصي الضرائب من الفئات التي لا يُجهدها ذلك كرجال الأعمال والمستثمرين الذين يتوجب عليهم المساهمة في ذلك كواجب تجاه الدولة.
هل دفع الضرائب حلال أم حرام
يُذكر أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كان أوَّل مَن اجتهد في فرض أموال تُؤْخَذ من الناس من غير زكاة أموالهم وأنشأ دواوين خاصة بها؛ وذلك من أجل تحقيق المصالح العامة؛ كالخراج، كما أن الإسلام لم يمنع فرض الضرائب حيث أقرت الشريعة الإسلامية وجود حق في مال المسلم غير الزكاة، وقد ورد ذلك في عدد من أقوال الصحابة منهم : عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وعائشة بنت أبي بكر وأبي هريرة.
وتعد الضرائب جزء من الضامن الاجتماعي المفروض على جموع المسلمين، وهذا يشمل حق المجتمع على الفرد في التعاون من أجل إقامة كافة مصالح الدول، عدا عن أن لجماعة المسلمين حق في مال الفرد، حيث أن مفهوم الضامن الاجتماعي لا يكون بمواساة الفقراء والمحتاجين فقط بل هو أشمل وأعم من ذلك.
على الرغم من أن أخذ الضريبة من الفرد يعد بمثابة استيلاء على جزء من ماله وحرمانه من التمتع به إلا أنه جائز ومرخص لما تقتضيه الضرورة، فلو تُركت الدول والحكومات دون ضرائب تجبيها في العصر الحالي وتنفق منها على مختلف الخدمات التي تقدمها للمواطنين فإن ذلك سيساهم في زعزعة اقتصاد الدولة، وضعف كيانها من كافة النواحي عدا عن جعلها عرضة للمخاطر العسكرية، كما أقرت المذاهب الفقهية الإسلامية جمع الضرائب باعتبارها جزء من الجهاد بالمال الذي أوجبه الله على الأغنياء حسب الشيخ ابن تيمية، وقد أطلق عليه مصطلح : الكلف السلطانية”.
هل الضريبة حرام إسلام ويب، إن إقرار السلطات والحكومات للضرائب على كافة مناحي الحياة أمر جائز لما فيه من إعانة للدولة على تغطية نفقات وتكاليف الخدمات التي تقدمها، وكذلك ضمان استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين، على ألا يكون في هذه الضرائب إثقال لكاهل المواطنين ذوي الدخل المحدود.