صحة حديث من لم يتغن بالقرآن، يُعتبر الحديث النبوي الشريف هو المصدر الثاني من مصادرِ التشريع الإسلامي، ويُعرف الحديث بأنه هو كلُّ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوالٍ وأفعالٍ وأخبارٍ وتقريرٍ ورأيٍ ومشورةٍ وتوجيهٍ في كافّة مجالات الشُّؤون المتعلِّقة بأمور الدُّنيا والآخرة، وقد اختلفت الأحاديث النبوية الشريفة التي قد وردت عن نبي الله عليه الصلاة والسلام، والتي قد بين من خلالها الأحكام الشرعية، والعديد من الأمور التي تتعلق في الفقه الإسلامي، ولكن هُنالك العديد من الأحاديثِ النبوية التي تأتي موضوعة ولا تُنسب إليه، وهذا ما جعل الكثيرون يبحثوا عن صحة تلك الأحاديث، ومن هُنا يأتي التساؤل عن صحة حديث من لم يتغن بالقرآن، وفي هذا المقال سنتعرف أكثر عن حديث من لم يتغن بالقرآن.
محتويات
صحة حديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن
قد بين علماء الأمة الإسلامية معنى هذا الحديث النبوي الشريف، والذي يعني أن يحسن صوته بالقرآن ويجهر به، حيثُ أنه ينبغي على المسلمين أن يحسنوا صوتهم في قراءة القرآن الكريم، وأن يتلذذ في القراءة ويجهر بها وذلك إن كان هُنالك حوله من يستمع إليه، حيثُ أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث النبوي الشريف: ( زينوا أصواتكم بالقرآن )، حيثُ أن تحسين الصوت بالقراءة وتجويد القراءة والتلذذ بالقراءة والتخشع فيها له الأثر الكبير في نقس القارئ، وليس ذلك فحسب وإنما يؤثر على غيرهِ من الأفرادِ الذين يسمعوا كتاب الله عز وجل، وفي ذات مرة قد مر نبي الله عليه السلام ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، فعندما مر النبي عليه الصلاة والسلام عليه وهو يقرأ سمع له فقال عند ذلك لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود فلما أصبح وجاء أبو موسى أخبره النبي بذلك، قال: يا رسول الله لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً.
ومن هذا فإن المقصود أن تحسين الصوت بالقرآن الكريم يكون ذا أثر عظيم سواء على القارئ نفسه أو على المستمع لتلاوة القرآن الكريم.
التغني بالقرآن من علامات الساعة
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ” اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الكبائر والفسق، فإنه سيجيئ من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية، والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم ” (أخرجه الطبراني في الكبير، ورواه البيهقي في شعب الإيمان، ومال ابن القيم إلى الاحتجاج به)، ومن هذا الحديث يتبين أن النبي عليه السلام أمر بقراءة القرآن الكريم بصوت حسن، وفي الحديثِ النبوي عن عبس الغفاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أشراط الساعة، وذكر أشياء، منها: ” أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرائهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء “، وقد تبين أن النبي عليه السلام اعتبر الافتتان بالتطريب بالقرآن والتغني به على أوزان الألحان من علامات الساعة.