رأي علماء السنة في ابن تيمية

رأي علماء السنة في ابن تيمية، يعتبر ابن تيمية من شيوخ الإسلام المجددين البارزين، اسمه الحقيقي أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، وُلد سنة 661 هجري وتوفي سنة 728 هجري بعد سبعة وستين عام قضاها في خدمة الإسلام، فقد ابتدأ أثر ابن تيمية في زمانه ومازال حتى يومنا هذا، فقد ترك أثراً يظهر في آراء العلماء وطلبة العلم كما يبدو على الجماعات الإسلامية التي تنتسب للسنة، كما يُعد علم ابن تيمية منبع ينهل منه أهل العلم في إطار الرد على مزاعم الكفار وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى بل وعلى الفِرق المبتدعة كالمرجئة والأشعرية، وكذلك الفِرق المنسبة للإسلام منها : الرافضة والجهمية والجلولية، وفي هذا المقال نقدم لكم رأي علماء السنة في ابن تيمية.

من يطعن في ابن تيمية

من يطعن في ابن تيمية
من يطعن في ابن تيمية

إن تحقيقات شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل الحديث والتفسير والفقه أشهر من ذكر نماذج وأمثلة عليها، فإن كتبه ومؤلفاته شاهدة عليها، كما أنه لا يحتاج إلى من يزكيه بل علمه وفقه الماثل إلى يومنا هذا شاهد لا يمكن نكرانه، وحول رأي علماء السنة في ابن تيمية فقد انقسم راي العلماء في ابن تيمية وفق المذهب الحنفي إلى قسمين أحدهما يطعن في ابن تيمية.

إن قسم من العلماء يطعن في ابن تيمية، ويضم هذا القسم العلماء ذو الرأي المتعصب المتشدد للصوفية والماتريدية، فقد اتخذ هؤلاء موقفاً معادياً لابن تيمية -رحمه الله- وإن كلام هؤلاء غير مأخوذ به عند أهل الفقه بل لا قيمة له، فقد جرت القاعدة بين أهل العلم “أن أهل العلم لا يقبل قول بعضهم في بعض إلا ببيّنة” وقد جاء في قول الإمام -ابن عبد البر رحمه الله تعالى- ما يؤكد أن الثقة والإمامة في العلم تعد من المواصفات التي تنطبق على الشيخ المأخوذ بكلامه فقد قال ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله :
” والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته ، وثبتت في العلم إمامته ، وبانت ثقته ، وبالعلم عنايته لم يُلتفت فيه إلى قول أحد ، إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته ، على طريق الشهادات ، والعمل فيها ، من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله ، لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة ، وسلامته من ذلك كله ، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر ” .

إن طعن هؤلاء العلماء في شيخ الإسلام ابن تيمية غير قائم على حجة أو بينة أصلاً، وما سببه إلا مخالفته لآرائه، وإن التنازع في أمر ما والاختلاف في الرأي يُوجب عرض قول المختلفين على نصوص شرعية ومن كان معه الحق تكن له الأولوية وذلك امتثالاً لما جاء في القرآن الكريم في الآية تسعة وخمسين من سورة النساء حيث قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

رأي العلماء في ابن تيمية

رأي العلماء في ابن تيمية
رأي العلماء في ابن تيمية

يعترف قسم كبير من أهل العلم والإنصاف بفضل شيخ الإسلام ابن تيمية وعلمه على الرغم من اختلافهم معه في بعض المواقف والأمور، وما ورد في ثناء العلماء واعترافهم بفضله وعلمه بعض المواقف التالية التي تُظهر رأي العلماء في ابن تيمية نذكر منها :

  •  شمس الدين بن الحريري الحنفي -رحمه الله تعالى- والذي يعترف بفضل ابن تيمية وأحقيته في لقب شيخ الإسلام حيث كان يقول : إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن ؟ وقال لبعض أصحابه: تحب الشيخ تقي الدين ؟ قال : نعم . قال : والله لقد أحببت شيئا مليحا !! يُذكر أن شمس الدين بن الحريري قد عاصر شيخ الإسلام ابن تيمية وتوفي في نفس العام الذي توفي فيه ابن تيمية وهو عام 728 هجري، وقد قال ابن كثير -رحمه الله- عن الحريري في كتاب البداية والنهاية :” قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري أبو عبد الله محمد بن صفي الدين أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري الحنفي ، ولد سنة ثلاث وخمسين ، وسمع الحديث واشتغل ، وقرأ ” الهداية ” ، وكان فقيها جيداً ، ودَرَّس بأماكن كثيرة بدمشق ، ثم ولي القضاء بها ، ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية ، فباشر بها مدة طويلة ، محفوظ العرض ، لا يقبل من أحد هدية ، ولا تأخذه في الحكم لومة لائم .
  • بدر الدين العيني -رحمه الله- ، وهو من أكثر علماء الحنفية شهرة، وقد عُرف بكتابيه ” البناية شرح الهداية ” و” عمدة القاري شرح صحيح البخاري “، لقد أثنى العيني على شيخ الإسلام ثناءً حسناً، فقد كان عندما يذكر ابن تيمية في أحد كتبه يصفه بأوصاف فيها اعتراف بعلمه وفضله حيث جاء في كتابه  ” عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ” أنه قال عن حوادث إحدى السنوات :” ومنها : أن أهل حران خرجوا منها وقدموا الشام ، وكان فيهم الشيخ الإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية صحبة أبيه وعمره ست سنين ، وأخواه زين الدين عبد الرحمن ، وشرف الدين عبد الله وهما أصغر منه “.

رأي علماء السنة في ابن تيمية، لقد كان ومازال شيخ الإسلام ابن تيمية محط جدال وخلاف بين علماء السنة وفق المذاهب المختلفة، ويظهر الخلاف ما بين معترف بعلمه وفضله وما بين ناكر لذلك بناء على خلاف في الرأي.

Scroll to Top