ما معنى الركاز، إن خزين الكنوز من ذهب وفضة وغيرها لم يكن صنيع اليوم فقط، بل اعتاد العرب منذ قديم الزمان على خزن السبائك والذهب والفضة وغيرها، فقد كان طريقة الخزن في الجاهلية من خلال وضع علامات عليها ودفنها في الصحاري أو في مناطق معينة، لكن بعد قدوم الإسلام شرع إخراج الزكاة على الأموال والخزين من الذهب والفضة، وكذلك على الزرع والماشية من إبل وأغنام وخِراف وغيرها عدا عن زكاة الفطر للصائم في شهر رمضان، وذلك لتطهير النفس وتنمية الأموال والأملاك ووضع البركة فيها، وفي هذا المقال نقدم لكم ما معنى الركاز.
محتويات
الفرق بين الركاز والمعادن
إن الركاز مصطلح يُطلق على الأموال التي يتم العثور عليها في بعض الخربات أو الصحاري وقد تم دفنها في الجاهلية، وتكون على هيئة سلام أو ذهب أو فضة أو آنية أو غير ذلك، بحيث تكون مدفونة في الأرض، وقد جاءت تسميتها بالركاز نسبة إلى أنها مركوزة في الأرض أي مدفونة فيها، حيث لا يكون الركاز على صورة معادن، وفي هذا خُمس لولاة الأمر في البلاد الإسلامية، أما في البلاد غير الإسلامية يجب التصدق بخُمسه للفقراء والمساكين وتكون الأربعة أخماس الباقية له، أما إذا كان في بلاد إسلامية فيجب إعطاء الخمس لبيت مال المسلمين، أما الأربعة أخماس تصبح ملك له، وهذا ما يُطلق عليه الركاز.
بينما المعادن التي تكون من أصل الأرض من ذهب أو فضة فلا تعتبر ركاز، بل تصبح ملكاً لمن قام باستخراجها، فإن قام باستخراج الذهب الذي يبلغ النصاب فإنه تجب عليه الزكاة عندما يحول عليه الحول، وإذا قام باستخراج فضة بلغت النصاب فإن الزكاة فيها واجبة عندما يحول عليها الحول، وإن كان شيء آخر من المعادن كالكبريت وغيره تصبح له إن كان استخرجها من أرض ميتة لا تعود ملكيتها لأحد.
حديث عن الركاز
لقد تناولت الأحاديث النبوية الشريفة كافة الأمور التي يتعرض لها المسلم خلال حياته، وما يُصادفه من أمور وأحداث في الحياة، كان من بينها إخراج المسلمين الركاز من جوف الأرض إما بالبحث والنبش أو بطريقة الصدفة، وقد تساءل المسلمين عن إخراج الزكاة من الركاز أم لا، وكان حكم الشريعة الإسلامية إخراج خُمس الركاز وصرفه للجهات التي تستحق الزكاة من الفقراء والمساكين، والباقي يكون لمن أخرجها.
وفي حديث عن الركاز ما رواه البخاري في صحيحه قال: «حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس» قال النووي: «وقال مالك وابن إدريس الركاز دفن الجاهلية في قليله وكثيره الخمس وليس المعدن بركاز وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في المعدن جبار وفي الركاز الخمس وأخذ عمر بن عبد العزيز من المعادن من كل مائتين خمسة وقال الحسن ما كان من ركاز في أرض الحرب ففيه الخمس وما كان من أرض السلم ففيه الزكاة وإن وجدت اللقطة في أرض العدو فعرفها وإن كانت من العدو ففيها الخمس وقال بعض الناس المعدن ركاز مثل دفن الجاهلية لأنه يقال أركز المعدن إذا خرج منه شيء قيل له قد يقال لمن وهب له شيء أو ربح ربحا كثيرا أو كثر ثمره أركزت ثم ناقض وقال لا بأس أن يكتمه فلا يؤدي الخمس».
ما معنى الركاز، إن الركاز هو الدفين في الأرض من الذهب والفضة وغيرها مما تم دفنه في عصر الجاهلية ويتم تمييزها من وجود علامة عليها، وتكون زكاة الركاز في الإسلام الخمس يخرج لصرفه في الأوجه التي يتم فيها صرف الزكاة،