هل يجوز اخذ شيء من الشعر للمضحي، لقد شرع الإسلام الأضاحي يوم النحر من الأيام المعروفة بعيد الأضحى المبارك لدى المسلمين وهي منذ اليوم العاشر من ذي الحجة وحتى ثالث أيام التشريق الموافق للثالث عشر من ذي الحجة، وقد وضع الإسلام شروطاً للأضحية، كما وضع شروط للمضحي لغير الحاج تختلف عن الحاج، ومن محظورات المضحي غير الحاج الأخذ من الشعر والجلد والأظافر، ويكون ذلك بالامتناع عن حلق الشعر أو قص الأظافر، وفي هذا السياق يبحث الذين لديهم نية ذبح الأضاحي في العيد حول هل يجوز اخذ شيء من الشعر للمضحي.
محتويات
هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية
إن محظورات المضحي غير الحاج تتمثل في الامتناع عن أخذ أي شيء من الأظافر أو الشعر أو الجلد وذلك لما ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم : “إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا”، وهذا دليل على أنه لا يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية بأخذ شيء من شعر الرأس أو شعر الجسم أو قص الأظافر أو أخذ شيء من الجلد، وتكون محظورة على الشخص المضحي فقط دون باقي عائلته، بحيث تكون أسرته في حل من ذلك، وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة، وذلك لعموم الحديث الذي جاء فيه المنع.
شروط المضحي لغير الحاج
لا يجوز اخذ شيء من الشعر للمضحي، وكذلك الأظافر والجلد، لكن يجوز له وضع الحناء أو الطيب، كما يجوز للرجل مجامعة زوجتها ومعاشرتها على خلاف الحاج الذي يحظر عليه ذلك، حيث أن المضحي لا يعتبر محرماً، ويحل له ارتداء الملابس الجديدة وغير ذلك، ولكن يشترط توفر شروط المضحي لغير الحاج في المضحي من الرجال وهي : أن يكون مسلماً كشرط أساسي، وأن يكون قد وصل سن البلوغ، وأن يمتلك من المال الكافي ما يجعله قادراً على شراء الأضحية، وألا يكون حاجة كون الحاج يقوم بذبح الهدي وليس الأضاحي، فيما أضاف المذهب الحنفي شرطاً آخر وهو الإقامة لعدم امتلاك المسافر المقدرة على الأضحية ومقوماتها فتسقط عنه.
أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي
لقد رأي علماء المذهب الشافعي والمذهب المالكي بأنه من السنة أن يتجنب مَن يريد التضحية إزالة شيء من شعر الرأس أو البدن سواء كان ذلك بالقص أو الحلق أو غير ذلك، كما لا يصح تقليم الأظافر أو إزالة شيء من البشرة وذلك بدءاً من ليلة الأول من شهر ذي الحجة وحتى الانتهاء من ذبح الأضحية.
وقد جاء هذا الرأي استناداً إلى قول النبي محمد -عليه السلام- في الحديث الشريف : «من رأى هلال ذي الحجة فأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي» أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، قائلا: «مخالفة ذلك ليست بحرام، بل هي مكروهة كراهة تنزيه».
كما روت أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذي الحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي»، لذا يعتبر ذلك غير واجب ؛ لأنه ليس بمحرم، فلا يحرم عليه حلق الشعر وتقليم الأظفار، وقد قال الإمام النووي في كتابه “المجموع” :” ومن دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي فالمستحب أن لا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره حتى يضحي” وقد توصل بذلك إلى جواز حلق الشعر وتقليم الأظافر شرعاً، ولا يُنقص من ثواب الاضحية شيئاً.
هل يجوز اخذ شيء من الشعر للمضحي، ذهب العلماء إلى رأين أحدهما يشير إلى عدم جواز أخذ شيء من شعر المضحي منذ ليلة مطلع شهر ذي الحجة وحتى الفراغ من ذبح الأضحية لغير الحاج، فيما أشار الرأي الآخر إلى جواز ذلك.