صحة حديث لو ان رجلا جلس على ظهر الطريق، تتعدد الأحاديث النبوية الشريفة المنقولة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث تتنوع في المواضيع التي تتناولها، فقد جاءت العديد من الأحاديث المفسرة والشارحة والمبيّنة لآيات القرآن الكريم، وجاءت بعضها لتوضيح أسباب نزول بعض الآيات، وبعضها لتوضيح أحكام شرعية أو أمور دنيوية في حياة المسلمين، حيث تعد السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ومنها يستقي المسلمون أحكام دينهم ودنياهم، في هذا المقال نبين لكم صحة حديث لو ان رجلا جلس على ظهر الطريق.
محتويات
هل حديث لو ان رجلا جلس على ظهر الطريق صحيح
إن حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- على حفظ السنة النبوية من أي تحريف أو كذب على النبي حذا بهم للقيام بجمع السنة النبوية من الصدور وتدوينها في السطور وذلك بعد موت الكثير من حفظة السنة، وضعف ملكة الحفظ لديهم، عدا عن خشية اختلاط الأحاديث ببعضها البعض، فقد كانت المرحلة الأولى من التدوين بجمع الأحاديث النبوية مع ما يتعلق بها من أقوال الصحابة وتفسيرهم وفهمهم لها إلا أن بعض المسلمين تداركوا الأمر خشية ان تختلط أقوال الصحابة مع أحاديث النبي فعملوا على تجريد الأحاديث عن أقوال الصحابة.
هناك العديد من الأحاديث الموضوعة على لسان النبي والتي تعد أحاديث مكذوبة لا يصح الأخذ بها، كما أن هنا أخطاء شائعة تتمثل في تناقل أقوال للصحابة على أنها أحاديث شريفة، ويقوم الكثير بتناقلها جهلاً دون الرجوع إلى المصادر الصحيحة للتحقق من ثبوتها عن النبي أم لا.
إن المتداول “لَو أنَّ رجلاً جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانير ، لا يَمُرُ إنسان إلاّ أعطاه ديناراً ، وآخر إلى جانبه يُكَبِّر الله تعالى، لكان صاحب التكبير أعظم أجراً ” هو ليس حديث شريف وإنما هو قول من أقوال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه، وبذلك فإن عبارة “صحة حديث لو ان رجلا جلس على ظهر الطريق” هي ليس حديث بل قول مسند للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.
صحة حديث لو ان رجلا جلس على ظهر الطريق، لقد شرعت وسائل التواصل الاجتماعي الباب أمام تناقل الكثير من المعلومات والأحاديث المغلوطة دون وعي وإدراك بضرورة التحقق من صحتها قبل نسبها إلى النبي أو غيره، وذلك كي لا نقع في الخطأ والإثم دون علم ودراية.