هل يجوز صيام عرفه بنيه القضاء وعرفه، يعد يوم عرفة واحد من الأيام المباركة، التي تكون بمثابة فرصة للمسلم يجب عليه اغتنامها في التقرب إلى الله والإنابة إليه وطلب العفو والغفران والرحمة منه -سبحانه وتعالى- كما أن يوم عرفة يقوم فيه حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن بأهم ركن في الحج ألا وهو الوقوف على صعيد عرفة وذلك لقول النبي : “الحج عرفة” كما حث الرسول المسلمين من غير الحجاج على صيام يوم عرفة لما لذلك من فضل عظيم، ولكن ترغب بعض النساء بصيام عرفة بالجمع بين نية القضاء وصيام عرفة ما مدى صحة ذلك، هذا ما نوضحه من خلال الإجابة على هل يجوز صيام عرفه بنيه القضاء وعرفه.
محتويات
هل يجوز صيام يوم عرفة بنية القضاء والتطوع
إن صيام شهر رمضان فرض وواجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم، ولكن هناك رخص شرعية تُبيح للمسلم أو المسلمة الإفطار في حالات معينة منها : فترة الحيض لدى النساء المعروفة بالدورة الشهرية حيث لا يجوز للمرأة الصيام على أن تقوم بقضاء هذه الأيام بعد انتهاء شهر رمضان، وفترة النفاس والإرضاع عند المرأة، وكذلك المريض مرضاً لا يُرجى شفاؤه، أو كبار السن الغير قادرين على الصيام وغير ذلك من الحالات، هناك بعض الحالات التي يجب فيها القضاء وحالات يجب فيها إخراج كفارة الصيام.
يقوم البعض ممن لديهم عذر شرعي أو لديهم قضاء أيام من أيام شهر رمضان بمحاولة الجمع في النية بين صيام القضاء وصيام عرفة هل هذه النية صحيحة وهل يجوز الجمع بينهما، لقد أكّد المذهب الشافعي على صحة ذلك بأنه يجوز صيام يوم عرفة بنية القضاء والتطوع وإن كان إفراد كل منهما بصيام أكمل في الثواب، بمعنى أن يصوم بنية القضاء منفردة في أيام أخرى غير يوم عرفة لكسب الأجر والثواب الكامل، وقد جاء هذا الحكم الشرعي استدلالاً بقول الإمام الرملي في كتاب “نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج” : [وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ] في إشارة إلى أمر النبي في هذه المسألة يتمثل في صيام ستة من شوال بعد شهر رمضان على أي نية وهذا الأمر ينطبق على غير ذلك من صيام النوافل منها : يوم عرفة.
هل يجوز صيام عرفة وأنا علي قضاء من رمضان
إن صيام يوم عرفة فيه فضل عظيم ومغانم عظيمة يكسبها الصائم من تكفير ذنوب سنتين أحدهما ماضية والأخرى قادمة، وإن حكم صيام يوم عرفة هو سنة مؤكدة عن النبي لغير الحاج، حيث يُسن للمسلم غير الحاج الصيام في اليوم التاسع من ذي الحجة، وذلك اقتداءً بفعل النبي حيث ثبت صيامه ليوم عرفة ودعا المسلمين لصيامه وذلك لما رواه أَبُو قَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، أما في حديث مسلم، فقد قيل عن صيام يوم عرفة: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».
مع اقتراب يوم عرفة ينوي بعض المسلمين صيامه لكن يوجد عليهم أيام قضاء من رمضان، لذا يسأل بعضهم “هل يجوز صيام عرفة وأنا علي قضاء من رمضان” لا حرج في أن يصوم المسلم يوم عرفة وعليه قضاء من رمضان، ولكن من الأصح أن يبدأ بصيام القضاء، ويصح أن يصوم يوم عرفة عن القضاء بالجمع بين نية القضاء وعرفة، وكذلك صيام الأيام التسعة عن القضاء يعد أمر حسن وجائز في الإسلام، لكن الحجاج لا يصح لهم صيام عرفة وذلك لما ورد عن النبي وقوفه بعرفة مفطراً بل ونهى الحجاج عن صيامه لما فيه من زيادة التعب والمشقة على الحاج.
هل يجوز صيام عرفه بنيه القضاء وعرفه، إن يوم عرفة من خير أيام الله وأكثرها أجراً وثواباً حيث تُفتح فيها أبواب السماء أمام دعوات المسلمين، وتُعتق فيه الرقاب من النار، وصيام هذا اليوم يُكفّر الخطايا والذنوب والآثام لسنة فائتة وسنة آتية.