هل يجوز الصيام في ايام التشريق، إن أقوى رأي في سبب تسميتها بأيام التشريق هو أنه قبل اختراع نظام التبريد في العالم كان الحجاج يقطعون اللحم الذي يبقونه من الأضحية ويتبلونه بالملح ثم يتركونه في الشمس لكي يجف، وهو أسلوب قديم وتقليدي لحفظ الطعام قبل وجود أنظمة التبريد الكهربائية المتوفرة حالياً حول العالم، وبناءً على هذا الفعل تم تسميتها بأيام التشريق، هل يجوز الصيام في ايام التشريق.
محتويات
صيام أيام التشريق لغير الحاج
من الأيام المحرم الصيام فيها هو يوم النحر وهو أول يوم من أيام عيد الأضحى وأيام التشريق فكلها لا تصام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، إلا أن أيام التشريق جاء ما يدل على جواز صومها وتحديداً في هدي التمتع والقران خاصة لمن لم يستطع الهدي، لما ثبت في البخاري عن عائشة رضي الله عنها وابن عمر رضي الله عنهما قالا: (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي)، حيثتعتبر هذه الأيام أيام الاحتفال والعبادة. ولا يستحب صيام الحجاج في هذه الأيام، بل يستمتعون باحتفال العيد بالولائم والأكل والشرب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: _ أيام التشريق هي أيام الأكل والشرب)، والحكمة من هذه الأيام هي السماح للحجاج بالاحتفال بالموسم وتشجيعهم على الأكل من اللحم الذي قدموه في سبيل الله، وكان الحجاج في الماضي يأتون من مسافات بعيدة وكانت اللحوم بالنسبة لهم وجبة ثمينة للغاية، ولكن الآن بعد أن أصبح لديهم الكثير منه، حيث تم منحهم الحافز والتشجيع لاستهلاكه في أيام العيد دون أي شعور بالذنب.
يحرم صيام أيام التشريق الثلاثة وهي
هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النهر، على حد قول ابن عباس رضي الله عنهم، هي الأيام التي قصدت في الآية التي قال فيها الله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودة}، وذكر القرطبي رحمه الله أن العلماء أجمعوا على أنها أيام التشريق، كما أنها تأتي بعد العشر الأوائل من ذي الحجة وهذه فضيلة أخرى تضاف إلى أيام التشريق، حيث يتم أداء بعض مناسك الحج في هذه الأيام، كما يدخل يوم النحر في هذه الأيام، لذلك فإن شرف هذه الأيام وفضلها عظيم لكل هذه الأسباب.
ولا يجوز صيام هذه الأيام للحجاج إلا إذا عجزوا عن تقديم الأضحية ، ولذلك يلزمهم صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة أيام عند وصولهم إلى البيت، حيث أن ثاني هذه الأيام يوم الحادي عشر من ذي الحجة وهو أفضل يوم بعد يوم النحر، وفي الرأي الراجح، تخصص هذه الأيام الأربعة لذبح الأضاحي للحجاج وغير المعتمرين، فضلًا عن تمجيد الله عز وجل وهذا يجعلها أيام فضيلة ومميزة وهي أيام العبادة وذكر الله تعالى وأيام لتناول الطعام والشرب والسعادة كما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام، و قال أبو إسحاق الشيرازي في المهذب: (ولا يجوز أن يصوم أيام التشريق صوما غير صوم التمتع فإن صام لم يصح صومه).