حكم صيام ايام التشريق لغير الحاج

حكم صيام ايام التشريق لغير الحاج، أيام التشريق من الأيام التي حُرم فيها الصيام بكل الأحوال وقد ذُكر في السنة بأنها أيام أكل وشرب، وأيضاً لأنها أيام عيد، فالعيد للبهجة والفرح وزيارة الأقارب والأرحام، كما أيضا أن الذبح يستمر لأيام التشريق وتستمر توزيع الأضاحي واللحوم طلباً للتقرب من الله تعالى، كما أن حرُم صيام أيام التشريق لغير الحاج امتثال لقول الله تعالى، وتأكيد لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو أوضح لنا جميع هذه الأمور، وسوف نتعرف سوياً على حكم صيام ايام التشريق لغير الحاج.

حُكم صِيام أيام التّشريق

حُكم صِيام أيام التّشريق
حُكم صِيام أيام التّشريق

كان قول العلماء حول صيام غير الحاج لأيام التشريق متفقاً عليه وهو عدم جوازه، ولكن تباينت أقوالهم كما يلي:

  •  فالمذهب الحنفي قال: كراهية صيام أيام التشريق كراهية تحريمية، بمعنى أن من يصوم في هذه الأيام يُؤثم، وإن نوى صيام ثم أفطر فلا إثم ولا قضاء عليه، واستدلوا على ذلك بحديث النبي عليه السلام حيث قال: ” أيام التشريق أيام أكل وشرب”
  • المذهب المالكي: قاموا بتحريم صيام أول يومين واستدلوا بنفس الحديث الذي استدل به المذهب الحنفي.
  • المذهب الشافعي: لم يجيزوا صيام أيام التشريق، وقاموا بالاستدلال على عدم جواز صيامها بعده أدلة، منها ما وُرِد في صحيح الإمام مسلم، عن كعب بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهُ وَأَوْسَ بنَ الحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، فَنَادَى أنَّهُ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، كذلك دليل ثاني وهو وما وُرِد عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: (فَهَذِهِ الأيَّامُ الَّتي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يأمرُنا بإفطارِها، ويَنهانا عن صِيامِها، قالَ مالِكٌ: وَهيَ أيَّامُ التَّشريقِ).
  • المذهب الحنبلي: حرموا صيام أيام التشريق الثلاث واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استدل به المذهبين الحنفي والمالكي.

حُكم صيام أيام التشريق للحاج

حُكم صيام أيام التشريق للحاج
حُكم صيام أيام التشريق للحاج

كان هناك تباين واختلاف في رأي العلماء حول صيام الحاج في أيام التشريق:

  • القول الأول: للمذهب المالكي والحنبلي، فقد اتفقا على جواز صيام الحاج الذي لم يتوفر لديه الهَدْي، واستدلا بذلك عما جاء في صحيح البخاري عن أُمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وابن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ).
  • وعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رخَّصَ للمتمتعِ إذا لم يجدِ الهديَ ولم يصمْ الثلاثةَ في العشرِ: أن يصومَ أيامَ التشريقِ”
  • القول الثاني: للمذهب الشافعي والحنفي، فقد اتفقا على تحريم صيام أيام التشريق للحاج حتى الذي لم يتوفر لديه الهَدْي، واستدلوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:  (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).
  • واستدلّ الإمام أبي حنيفة أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ) أخرجه الترمذي في سننه.

وما وُِرد عن أُمّ عمر بن سليم بن خلدة الزّرقيّ: “بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه في أواسطِ أيامِ التشريقِ يُنادِي في الناسِ لا تصومُوا في هذه الأيامِ فإنها أيامُ أكلٍ وشرب”.
وفي الختام نتمنى أن تكونوا تعرفتم على حكم صيام ايام التشريق لغير الحاج، واستفدتم من جميع ما قدمناه لكم.

Scroll to Top