سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم سبب النزول، إن سبب النزول هو سؤال أو موقف تعرض له النبي والمسلمون نزلت فيه آيات من القرآن الكريم تتضمن الإجابة على السؤال وتبيان للأحكام الشرعية أو للمواقف التي يتعرض لها المسلمون ولم يكن قد جاء في ما نزل من القرآن الكريم ما يبينها إذ كان عندها القرآن الكريم غير مكتمل حيث كان نزول القرآن الكريم منجماً أي مفرقاً على مدار ثلاث وعشرين عاماً حسب المواقف والأحداث، وفي هذا المقال نوضح لكم سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم سبب النزول.
محتويات
تفسير آية سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قبلتهم
لقد كانت قِبلة المسلمين الأولى نحو المسجد الأقصى في بيت المقدس بفلسطين من بلاد الشام، حيث كانوا يتجهون نحو المسجد الأقصى عند الصلاة، وبعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين إلى المدينة المنورة كان يتخذ من بيت المقدس قبلة في الصلاة وذلك لمدة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً نحو عام ونصف تقريباً، وكان كلما هم بالصلاة استقبل القبلة نحو الشام وكان اليهود يتخذون من هذا سخرياً ويقولون : ما بال هذا الرجل يخالف ملتنا ويستقبل قبلتنا؟! وأنزل الله -تبارك وتعالى- الآية مئة وأربعة وأربعين من سورة البقرة حيث قال تعالى :{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:144].
وأصبحت قبلة المسلمين هي المسجد الحرام في مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية، واتخذ اليهود من ذلك ذريعة للتشكيك في القبلة فأخذوا يسخرون من المسلمين قائلين : في كل يوم قبلة ؟ إن كانت الأولى حقاً فالثانية باطلة، وإن كانت الثانية حقاً فالأولى باطلة، فنزلت الآيات من سورة البقرة من آية 142 وحتى آية 150 من سورة البقرة، فقال تعالى {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عن قبلتهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة:142] أي ما صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليهم المقصود هنا تغيير قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فالله تعالى له المشرق والمغرب إن شاء وجهنا باتجاه الشرق وإن شاء وجهنا باتجاه الغرب، وهو يفعل ما يريد ويحكم ما يشاء بيده الأمر كله، هذا تفسير آية سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قبلتهم.
سبب نزول سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم
وقال سبحانه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أبْنَاءهُم} [البقرة:146]، يعرفون أمر نسخ الشرائع السماوية، وأنه كان في شريعتهم نسخ، وأن سيدنا يعقوب -عليه السلام- كان له الجمع بين الأختين حلال، فيجوز أن يتزوج من المرأة وأختها، بينما كان الجمع بين الأختين في شريعة موسى حرام وغير جائز، أليس هذا نسخاً؟ أن يكون شيء حلالاً في شريعة إسرائيل وحراماً في شريعة موسى عليه السلام.
وقد جاء في رواية ابن إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله، فأنزل الله -عز وجل- الآية الكريمة: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:144] وقد تساءل الكثير من المسلمين عن حال من مات من المسلمين قبل أن تصبح القبلة باتجاه المسجد الحرام، حيث قال رجل من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا قِبل بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143]، وقال السفهاء من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ}[البقرة:142]) الآية.
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم سبب النزول، إن سبب نزول هذه الآية هو استهزاء اليهود من اتخاذ المسلمين من بلاد الشام قبلة لهم في الصلاة كاليهود، ثم أنزل الله آيات من سورة البقرة بتغيير قبلة المسلمين نحو المسجد الحرام.