من قال ياليت الشباب يعود يوما، يعد هذا البيت من الأبيات التي مضى عليها أعوامٌ طوال ولازالت تتردد حتى وقتنا هذا وكأنها وليدة العصر الذي نعيش فيه، فهذا البيت يعبر عن الكثير من الأمنيات التي تتمحور في قلب الإنسان، ويلخص الكثير من المشاعر الجياشة التي تستقر في روحه، فالكثير من الاشخاص تمنوا في كبرهم لو عاد بهم الزمان لفترة الشباب والتي هي فترة القوة بعدما هلك الضعف جسدهم وأرداهم بحال يُرثى لها وجعلهم يحتاجون الكثير من المقربين لهم ليكونوا دوماً بجوارهم بعدما كانوا لا يحتاجون أي احد في حياتهم لكونهم قادرين على القيام بكل شيء، ولهذا نتبين من قال ياليت الشباب يعود يوما.
محتويات
من القائل ألا ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما صَنَعَ المشيب
القائل لهذا البيت هو الشاعر أبو العتاهية، واسمه “أبو إسحاق إسماعيل بن قاسم العنزي إسماعيل بن القاسم”، ينتمي لقبيلة عنزة التي هي من القبائل العربية التي وجدت مكانة كبيرة جداً، وكان من أشهر الشعراء العراقيين، وكان من مشاهير الشعر الغزلي كما كان يوجه الكثير من أشعاره لخليلة الخليفة العباسي المهدي، ولكن هذا الحب كان من قِبل أبو العتاهية فقط ولم تبادله هذا الحب ابداً، وتوسط له الكثير من الخلفاء لكن دون جدوى، وبعدما قام بالإساءة للخليفة تم سجنه، وكانت وفاته في عهد الخليفة المأمون، وكان من أهم ما تميز به ابو العتاهية أن شعره بعيد كل البعد عن التصنع، وكان مهتماً بشكل كبير في اتقان اختيار الكلمات فيه.
من قائل هذا البيت ألا ياليت الشباب يعود يوما
تميز شعر أبو العتاهية وهو قائل ياليت الشباب يعود يوما بالوضوح والبساطة، فعلى الرغم من جزالته إلا أنه كان واضحاً بشكل كبير وخلى من الكلمات الغريبة والتي تحتاج للكثير من الجهد لمعرفتها، حيث تحاشى استخدام الكلمات الصعبة والغامضة في اشعاره وهذا الامر جعل شهره يتميز بالوضوح بشكل كبير، كما انه تميز بوضوح الخطاب الشعري الذي تخلل قصائده، حيث كان يُمثل في أشعاره دور الخطيب والواعظ والحكيم الذي يمنح المجتمع حوله خبرة من خبراته وحكمة وموعظة حسنة.