من صاحب مقولة يا ليت الشباب يعود يوما، هناك الكثير من الأمنيات التي تحل على الإنسان والتي تتلخص حول أحلامه بالرجوع لشبابه وبالتحديد حينما يدق الشيب رأسه، وهذا لكونه يحلم بالعودة للفترة التي كان قوياً فيها، والتي كان يستند فيها على نفسه ولا يحتاج لغيره أبداً، وهذه الأمنيات تحل على الكثير من الأشخاص، حيث تكبر في أرواحهم مشاعر الشفقة على أنفسهم بعدما هزمهم المرض والتعب وكبر السن وباتوا ضعفاء جداً ويحتاجون لمعين يُعينهم على هذه الحياة التي باتت شاقة، وكان البيت الذي نتحدث عنه قد لخص هذه الأمنيات حيث تمنى فيه الشاعر العودة لشبابه، ولهذا نتبين من صاحب مقولة يا ليت الشباب يعود يوما.
محتويات
من القائل ألا ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما صَنَعَ المشيب
مقولة يا ليت الشباب يعود يوما قالها الشاعر أبو العتاهية وهو شاعر من أهم شعراء العصر العباسي، حيث كان قريبين بشكل كبير من الخلفاء العباسيين، واشتهر عنه الشعر الغزلي الذي كان منمق الكلمات بشكل واضح، ومن أهم ما تميز به شعر ابو العتاهية الاهتمام الكبير بتكرار الألفاظ وهذا لتأكيده المعاني التي يود تأكيدها، كما أنه كان في اشعاره يسعى بشكل كبير للفت انتباه القارئ لأشعاره التي تسربت لأرواحهم بشكل كبير تبعاً لسهولتها الكبيرة وخلوها من الكلمات الغامضة والمعاني الصعبة، وكان يهتم أيضاً باستخدام الصيغ الإنشائية التي كان يهدف من خلا استخدامها لعدم حلول الملل على المستمعين لأشعاره، وكانت الموسيقى كثيفة جداً في أشعار أبو العتاهية والتي تجلت في ترتيب الأوزان والقوافي.
شرح قصيدة الا ليت الشباب يعود يوما
من اكثر اهتمامات أبو العتاهية في الشعر الغزل حيث يمتلك الغزل أثر كبير على النفس، كما كان يعتمد على الزهد والموعظة والحكمة، وهذه الحكمة كانت واضحة بشكل كبير في قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوماً، التي كان فيها الشاعر في فترة الشيخوخة وشاب شعره وخارت قواه، وبات يتحسر على شبابه ويتمنى العودة لهذه الفترة جيث كان قوياً وشجاعاً ولا يشكو من حاله لاي أحد ولكن في شيخوخته بات ضعيفاً جداً ومتهالك، ولهذا بات يتمنى الشاعر أبو العتاهية في قصيدته العودة للشباب ليحكي له ماذا فعلت الشيخوخة به، وفيما يلي نسرد كلمات هذه القصيدة الرائعة التي عاشت ولازالت في الطليعة حتى عصرنا هذا:
قصيدة الا ليت الشباب يعود يوما
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
فلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ
نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً
كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ.
الكثير من الاشخاص يتوجهون للتساؤل حول من صاحب مقولة يا ليت الشباب يعود يوما لكونها من القصائد التي لم تستطع السنين الطوال مسحها من ذاكرة الكثير من الاشخاص الموقنين بجمالها والحكمة والموعظة التي تتجلى فيها، وهذه القصيدة للشاعر العباسي أبو العتاهية.