هل يجوز التسوق بعد طواف الوداع، لعل أبرز ما يميز مكة المكرمة هو أسواقها العتيقة التي امتلأت بالبضائع لكي يقوم زوار بيت الله بالتسوق والتبضع منها وشراء حاجاتهم الأساسية أو الهدايا بعد أن يقوموا بأداء مناسك الحج أو العمرة في بيت الله الحرام، فالغاية الأساسية من زيارة مكة المكرمة هو زيارة بيت العبادة فيها وهي الكعبة المشرفة، إلا أن الأمر لن يقتصر على ذلك، فالكثيرون يحبون التجول في أسواقها الجميلة التي تزخر بكل أنواع البضائع التي تلزمهم، ويتساءل الحجاج حول هذا الخصوص بسؤالهم عن هل يجوز التسوق بعد طواف الوداع، وهو ما سنتعرف عليه في السطور المقبلة.
محتويات
التجارة في مكة المكرمة
على الصعيد الاقتصادي، تتمتع منطقة مكة المكرمة بسواحل طبيعية الموارد، فضلا عن التعدين والموارد البشرية و أنشطة الخدمات التجارية، إلى جانب وجود الجامع الكبير وهو الحرم المكي فيها، فهو محور رئيسي للعديد من الأعمال التجارية والسياحية، والأنشطة الصناعية، أولا وقبل كل شيء تعتبر السياحة الدينية في منطقة مكة المكرمة واحدة من أهم مصادر الدخل القومي في المملكة، بعد نشاط التعدين، حيث تستقبل المملكة ملايين الحجاج كل عام، والتي تبلغ ذروتها خلال موسم الحج، مما يؤدي إلى تزايد الحاجة إلى المزيد من الوحدات السكنية والمرافق والبضائع التي تملئ الأسواق في مثل هذه المواسم لكي تقدم ما يلزم ضيوف بيت الله الحرام وتوفر لهم كافة مستلزماتهم والهدايا التي يرغبون في شرائها كتذكار من الدار المقدسة.
هل يجوز التسوق بعد طواف الوداع
عندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى حول التسوق بعد أداء طواف الوداع للحاج أجاب بأنه لا حرج إذا اشترى حاجات هدية أو طعام السفر أو ما أشبه ذلك والله تعالى أعلى وأعلم، ولكن في حال اتجر أي اشترى البضائع بهدف التجارة فيتوجب عليه بأن يعيد طواف الوداع وهو رأي جمهور علماء المسلمين، وهو أمر مكروه إذ يتوجب على الحاج أن يتجر وأن يقوم بكل شيء قبل أن يؤدي طواف الوداع وليس بعده، ولكن إن وقع الأمر فعليه أن يعيد طواف الوداع، وهو خلاف شرائه لشيء لنفسه كالهدايا أو زاد السفر فهذا الأمر جائز ولا يستوجب إعادة الطواف، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
تضم منطقة مكة المكرمة مدينتين صناعيتين وهما منطقة جدة ومنطقة مكة المكرمة، فالتطوير العقاري والبناء بشكل متزايد مهم وحيوي لاقتصاد المنطقة، وبسبب ارتفاع جودة المباني ومشاريع البناء حول المسجد الحرام حاليا، فإن مكة المكرمة تشهد أكبر توسع للمسجد الحرام حتى الآن، وبالمثل ، شهدت جدة التابعة لمنطقة مكة المكرمة ارتفاعًا في المنتجعات الساحلية والمباني الكبرى بما في ذلك ناطحات السحاب، سواء داخل المدينة أو على الواجهة البحرية، وتعتبر هاتين المدينتين الوجهة السياحية والتجارية فيث رحلة الحج والعمرة، حيث يتسوق منهم الحجاج والمعتمرين ويتزودون بالبضائع من هدايا ومستلزمات.