من حلف بغير الله وجبت عليه الكفارة

من حلف بغير الله وجبت عليه الكفارة، لقد انتشر الحلف في المجتمع المسلم، واصبح الحلف يستخدم بشكل كبير في كل من صغائر الأمور، وكذلك كبائرها، حيث صار الحلف قول مألوف بين الناس، بحاجة اليه وبدون حاجة الي، ويتم الحلف بذكر الله عز وجل أو بذكر صفة من صفاته العليا، لتأكيد طرف من طرفي الخبر، وقد نهي الله سبحانه وتعالى عن الاكثار من الحلف، ومن الدليل على ذلك، قول الله عز وجل في كتابة القران الكرين: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ)، فكلمة حلاف يراد بها صيغة مبالغة وذلك في من يكثر الحلف دون الحاجه الية، ومن حلف بغير الله وجبت عليه الكفارة وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

كفارة الحلف بغير الله هي

كفارة الحلف بغير الله هي
كفارة الحلف بغير الله هي

الوارد عن أكثر العلماء أن من حلف بغير الله تعالى لا تلزمه كفارة الحلف، فالأشخاص الذين يحلفون بحياتهم، أو برأس امهاتهم، أو بالكعبة الشريفة، أو يحلف بغير ذلك فيعتبر يمينة غير منعقدة، ويكون يمين محرمة، وبذلك يكون مرتكباً لأمر محرم لأن حلفان اليمين يكون بالله سبحانه وتعالى، أو صفاته، أو أسمائه، وعلى من قام بالحلف بغير الله التوبة الى الله منها توبتاً نصوحاً، وعلية ترك هذه المعصية كما عليه بالعزم على ألا يعود اليها مرة أخرى في المستقبل، وقد قال أبن العربي من حلف بغير الله عز وجل جاهلاً، أو ذاهلاً، فكفارة هذا الحلف تكون بأن يقول لا إله إلا الله، فهذا القول ينفي ما جرى على لسانه من اللغو، ويرجع قلبة الى ذكر الله بعد النسيان والغفلة، كما يرد لسانه للحق، اما من قام الحلف بالآت والعزّي، فقد ورد عن النبي محمد علية أفضل الصلاة والسلام، انه قال: (من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله)، والسبب بقول لا إله إلا الله في هذا الحديث أنها تعيد من قام بالحلف بغير الله الى التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى بعد ان وقع الحالف بالشرك بيمينه، كما ثبت عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، أنه قال لسعد رضى الله عنه، وذلك عندما حلف باللّات والعزّي: (قل لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وانفُث عن يسارِكَ ثلاثًا وتعوَّذْ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ ثمَّ لا تعُدْ).

الحلف بغير الله في القرآن

الحلف بغير الله في القرآن
الحلف بغير الله في القرآن

لا يجوز للفرد المسلم أن يحلف بغير الله سبحانه وتعالى، او بغير صفاته أو اسمائه، وإذا قام الشخص بالحلف بغير الله فأن قسمة هذا لا يعتبر يميناً وكفارة اليمين لها عدة أوجه، اما كسوة عشرة مساكين، أو اطعامهم والقيام بإعطائهم قيمة هذا الطعام من المال، أو القيام بتحرير عبد، ومن يستطع القيام بذلك، عليه صيام ثلاثة أيام كفارةً ليمينه، وهذا ما جاء في قول الله عز وجل: (يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ)، ويقدر تكفير الحلف باليمين عن طرق إعطاء كل مسكين كيلو ونصف غرام من الأرز، أو من البر أو منتصف الطعام من البلد الذي يسكن فيه الشخص، ويمكن ان يتم منح قيمة الطعام للشخص الفقير من المال، اذا كان المال أكثر فائدة لهذا الفقير من الطعام وبحاجة أكثر إليه.

من حلف بغير الله وجبت عليه الكفارة، أمر الله سبحانه وتعالى عبادة ان يحافظوا على أيمانهم، حيث قال تعالى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)، وذلك بمعنى ان يحفظها المسلم من الحنث فيها، وعليه أن يؤدي الكفارة إذا حنث فيها، والحرص على حفظها من الامتهان بسبب كثرة حلف اليمين في هذا الوقت، وعلى المسلم ان لا يحلف بالله سبحانه وتعالى كذباً.

Scroll to Top