سبب تحريم لحم الخنزير، أرسل الله تعالى دين الإسلام، والذي نظم لنا أحكام الشريعة الإسلامية، والتي جاءت لتأمين مصالح الناس، والتي منها جلب المنافع لهم، ودفع المضار عنهم، وهي ترشد الإنسان للخير، وتهديه إلى سواء السبيل، وإن أبرز مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ الدين، والذي يمثل النظام العام الذي تستقيم به حياة الإنسان، ومن وسائل حفظ الدين الالتزام بماء جاء في القرن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، كتحريم المولى عزوجل لتناول أكل الخنزير، والذي جاء لحكمة عظيمة، وفي هذا المقال سنتعرف سبب تحريم لحم الخنزير.
محتويات
حكمة تحريم لحم الخنزير
حرم الله تعالى لحم الخنزير في نص صريح في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير”، ولا يجوز للمسلم بأي حال من الأحوال تناول لحم الخنزير كيفما كان سواء مطبوخ أو غير مطبوخ، باستثناء بعض الحالات، والتي تتعرض فيها حياة الإنسان للخطر في حالة عدم تناوله، مثل لو كان في مكان بعيد ولا يوجد سواء لحم الخنزير ليتناوله، وهنا يسير المسلم على قاعدة “الضرورات تبيح المحظورات”، والتي جاءت لتخفيف الأعباء عن الناس، وهي التي قررها الله تعالى في القرآن الكريم : “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه”، ويوجد في الإسلام حلول استثنائية لظروف استثنائية عارضة، وبالتالي يُحرم على المسلم أكل لحم الخنزير إلا في الحالات الاستثنائية التي ذُكرت، ولم يرد لنا في مصادر التشريعي الإسلامي سواء القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، لذلك على المسلم أن يسلم لأمر الله تعالى، ولا يجوز له أن يرفض حكم الشريعة إذا لم تظهر الحكمة في أمر من أمور الدين.
ما سبب تحريم لحم الخنزير
لم يرد في القرآن الكريم نصاً صريحاً لسبب تحريم الله تعالى للحم الخنزير، ولكن التعليل العام الذي جاء في القرآن الكريم، هو تحريم المحرمات من الأكل والشرب، حيث يعتبر لحم الخنزير من الخبائث في الشريعة الإسلامية ولقد حرم الله تعالى على المسلمين الخبائث شواء بالأكل أو الشرب، وذلك في قوله: “ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث”، ويدخل في عموم الخبائث كل ما يضر بالإنسان، سواء بصحته أو ماله أو أخلاقه، ويؤثر عليه من النواحي الهامة، وعلمياً تم اكتشاف لحم الخنزير يتولد منه دودة خطيرة، وهي تستوطن في أمعاء الإنسان وعضلاته، ويعجز الطب في جميع أنحاء العالم على تخليصه منها إذا أصابته، ويمكن لهذه الدودة أن تنتقل لكافة أجزاء جسم الإنسان، كذلك تحتفظ بأجنتها بكل حيوية إلى سنوات عديدة.
لماذا حرم الله اكل لحم الخنزير
حرم الله تعالى أكل لحم الخنزير، وقال في كتابه العزيز: “قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا”، فلا يجوز للمسلم أكل لحم الخنزير بناءً على ما جاء في أحكام الشريعة الإسلامية، والتي تستند على تحليل الطيبات وتحريم الخبائث من المأكل والمشرب، لذلك حرم الله تعالى أكل لحم الخنزير على المسلم لأنه رجس ونجس، ويتغذى الخنزير على القمامة والفضلات، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تحريم أكل الخنزير أو بيعها أو الانتفاع بأي جزء منها كالدهن، والجلد، من ذلك ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم عام الفتح وهو بمكة: إنَّ اللهَ ورسولَه حرَّمَ بَيعَ الخَمرِ والمَيتةِ والخِنزيرِ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ شُحومَ المَيتةِ؟ فإنَّه يُدهَنُ بها السُّفنُ، ويُدهَنُ بها الجُلودُ، ويَستصبِحُ بها النَّاسُ؟ فقال: لا، هي حرامٌ، ثُمَّ قال: قاتَلَ اللهُ اليهودَ؛ إنَّ اللهَ لمَّا حرَّمَ عليهم الشُّحومَ جَمَلوها، ثُمَّ باعوها، وأكَلُوا أَثمانَه”، ويصيب تناول أكل لحم الخنزير الإنسان بالعديد من الأمراض، والأوبئة والبكتيريا، وهي أيضاً من مسببات أمراض القلب، والإصابة بديدان الأمعاء، وغيرها من الأمراض الأخرى.