هل يغفر الله الذنب المتعمد، كثرت الفتن والمعاصي في هذا الزمان وتعددت الخطايا فيكون الشخص الماسك على دينه كالماسك على الجمر، البعض يندم على ارتكاب المعصية ويستغفر الله ويتوب اليه ويدعو الله بأن يغفر له الذنب، والبعض يرتكب الذنب متعمد ذلك ويكرره مرات عدة، قال الله تعالى في سورة آل عمران: ” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ”، سنتعرف خلال المقال على هل يغفر الله الذنب المتعمد، وما هي كفارة التائب من الذنوب.
محتويات
هل يغفر الله الذنب المتكرر
من رحمة الله عز وجل على عباده أنه مهما ارتكب الإنسان من معاصي وذنوب وإن عظمت إلا ويغفرها الله عندما يستغفر ويتوب العبد توبة صادقة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الزمر:”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “، يبقى باب التوبة للعباد من الذنوب مفتوحالى حين وصول الروح الحلقوم كما ورد بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني، وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا” رواه مسلم، فعندما يتوب العبد من الذنب توبة نصوحا فإن توبته تجب ما كان قبلها من الذنوب سواء كانت عمدأً أو غير عمد،حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك: “التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ” رواه ابن ماجه.
تكرار الذنب والاستغفار
ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن جاءه رجل فقال يا رسول الله:أحدنا يذنب، قال الرسول: يُكتب عليه، قال الرجل: ثم يستغفر منه، قال الرسول: يُغفر له ويتاب عليه، قال الرجل: فيعود فيذنب، قال الرسول: يُكتب عليه، قال الرجل: ثمّ يستغفر منه ويتوب، قال الرسول: يُغفر له ويُتاب عليه، ولا يملّ الله حتّى تملّوا، فسبحان الله عز وجل الغفور الرحيم الذي يغفر الذنوب لعباده طالما يستغفروا، وقد قال الحسن :ألا يستحي أحدنا من ربّه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار، فإن الاستغفار هو طلب المغفرة، وهو من جنس الدعاء والسؤال، وهو مقرونٌ بالتوبة في الغالب، ومأمورٌ به، لكن قد يتوب الإنسان، ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب، فإذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال،فمن تاب الى الله توبة نصوحاً، واجتمعت شروط التوبة عنده، فإن الله سبحانه يقبل توبته فقال ابن رجب :”مجرّد قول القائل: اللّهمّ اغفر لي، طلبٌ للمغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدّعاء، إن شاء أجابه وغفر لصاحبه، لاسيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب، وصادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار، وأدبار الصّلوات”، وورد أن سيدنا لقمان عليه السلام قال لابنه:”يا بنيّ عوّد لسانك: اللّهمّ اغفر لي، فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً”.
كفارة الذنوب
- تكون كفارة الذنوب كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم هي:
- التوبة النصوح، ففيها ندم على الذنب .
- الإقلاع عن ارتكاب الذنب أو المعصية.
- العزم على عدم العودة الى الذنب أو مثله.
- إذا كان الذنب في حق من حقوق العباد يجب إرجاع الحق الى صاحبه.
- من مكفرات الذنوب صوم رمضان إيماناً واحتساباً، والصلوات ومن احسن بالوضوء كل ذلك يغفر الخطايا.
الذنوب التي لا تغفر بالتوبة
من الذنوب والمعاصي التي لا يغفر الله لعباده فيها هي :
- الشرك بالله عز وجل، قال الله في كتابه:”إنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء”.
- حقوق الناس ومظالمهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنّه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه”.
- القتل، حيث نقل عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني، فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتقها.
أوصى به الرسول بالاستعانة بالاستغفار حتى يغفر الله الذنوب، فيجب عدم اليأس من رحمة الله تعالى فهو الغفور الرحيم والعودة لله تائبين قانطين راجين رحمته، تعرفنا على هل يغفر الله الذنب المتعمد.